سامراء، اسسها المعتصم عام 320 (كذا) ، و جعلها عاصمة ملكه.
و انتقل اليها بحاشيته و جيشه. و انت جد خبير بأن التشيع يسير مع الاسلام اينما سار. فكم كان بين الجند، و القواد، و الامراء، و الكتاب، من يحمل بين حنايا ضلوعه ولاء اهل البيت عليهم السّلام.
و ظهر التشيع جليا بعد ان قام الامامان فيها. و شاهد الناس ما لهما من علم و سجايا حميدة، و مزايا دلت على انهما فرعان من شجرة النبوة، و وارثان لذلك العلم الالهي؛ على الرغم من مناوأة العباسيين لهما، و اجتهادهم في منع الناس من الاجتماع بهما، و اجتماعهما بالناس. و لكن الشمس تفيض على العالم اشعة تنمي الضرع و الزرع، و ان حالت السحب دون ذلك الشعاع.
و يشهد لظهور التشيع في سامراء-ذلك اليوم-ما ذكره اليعقوبي في تاريخه (3: 225) عن حوادث عام 254، و وفاة الهادي (ع) تاريخه (3: 225) فيها، قال: «فصلي عليه في الشارع المعروف بشارع ابي حمد. فلما كثر الناس، و اجتمعوا؛ كثر بكاؤهم و ضجتهم، فرد النعش إلى داره، فدفن فيها» .
و هكذا، ذكر غيره عند وفاة ولده أبي محمد الحسن-عليه السّلام-.
و ما زال التشيع فيها راسخ القدم. إلى ان حاربه الأيوبي في تلك الجهات، و اقتفى أثره بعد أمد بعيد-السلطان سليم العثماني-و جرت على ذلك السياسة العثمانية من بعده.