نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 16
و البوازيج و ارتفاعها على أوسط العبر [1] سبع مائة ألف ألف درهم» و كرر ذلك في كتابه [2] .
و هذه المنطقة كانت مشهورة منذ أواخر القرن الأول للهجرة على عهد الوليد بن عبد الملك و من بعده فقد جاء في أخبار الجاثليق النسطوري (صليبا زخا) أنه كان من أهل الطيرهان و تعلم بالمدائن و أنه نصب فشيون الباجرمي أسقفا على الطيرهان. و بقي هذا الاسم مستعملا بعد ذلك بدلالة ان الجاثليق النسطوري سرجيس رتب قيّوما تلميذه اسقفا على الطيرهان و في أيامه قتل المتوكل على اللّه العباسي، و كان إيشو عزخا أسقفا بالطيرهان في خلافة المعتمد على اللّه العباسيّ، و في الربع الأول من القرن الخامس للهجرة كان إيليا الأول أسقفا على الطيرهان، و في أيام القائم بأمر اللّه العباسي كان مكيخا بن سليمان القنكاني أسقفا على الطيرهان، و كان نرسي أسقف هذه المنطقة في بعض عهد الناصر لدين اللّه العباسي «575-622 هـ» ، و قرض المغول الدولة العباسية سنة 656 و كان عمانوثيل أسقفا على الطيرهان بعد هذا التاريخ. و في بعض عهد الملك أبا قاخان ابن هولاكو (663-680 هـ) كان بريخيشوع مطرانها [3] .
و ذكر ماري بن سليمان مؤرخ كرسي الفطاركة ما يفيد أن «الطيرهان» كانت معروفة بهذا الاسم قبل 393 من تاريخ اسكندر المقدوني و هي السنة التي توفي فيها مار ماري السليح [4] . فالتسمية قديمة قد ترتقي إلى العصر الآرامي و العصر اليوناني بالعراق، و استمرت الى أواخر القرن السابع للهجرة و لعلها بقيت الى اكثر منه، إلاّ أنّ اسمها مذكور في الكتب النصرانية أكثر مما في الكتب الاسلاميّة، كما قدّمنا و نقلنا. و طيرهان في صورته اللفظية أقرب الى اللغة الفارسية منه الى اللغات الساميّة، بالضد من سامرا.
[1] العبر بوزن العنب جمع العبرة و هي ما يعرف عند علماء الرياضيات اليوم بالمعتدل.
[2] المسالك و الممالك و كتاب الخراج لقدامة بن جعفر «ص 94، 245، 243 طبعة مكتبة المثنى بالأوفسيت.
[3] فطاركة كرسي المشرق لعمرو بن متى 60-124 و لماري بن سليمان «65-77»