نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 103
من القواد انه لا يغدر بهم و لا يغتالهم و لا يفتك بهم، و لا يهم بذلك و انه متى فعل ذلك فهم في حل من بيعته و الامر إليهم يقعدون من شاؤوا فاستحلوا بذلك نقض امره، فداسوا خصيتيه و صفعوه فمات و اشهدوا على موته انه سليم ليس به أثر و دفن بمقبرة المنتصر [1] .
في أيام المعتمد على اللّه
تولى الخلافة بعد هلاك المهتدي ابو العباس احمد بن المتوكل الملقب بالمعتمد على اللّه، و في أيامه كان الأمر و النهي لأخيه طلحة المعروف بالموفق، و كانت للموفق ايضا قيادة الجيوش و محاربة الاعداء، و مرابطة الثغور، و ترتيب الوزراء و الامراء، و كان المعتمد مشغولا عن ذلك بلذاته [2] .
و في سنة 256 هـ، اي في السنة التي بويع فيها المعتمد بالخلافة، دخل الزنج مدينة البصرة و قتلوا كثيرا من اهلها و احرقوها [3] ، و في نفس السنة ظهر علي بن زيد العلوي بالكوفة و استولى عليها و ازال عنها نائب الخليفة و استقر بها، فسيرت الجيوش لمحاربته و انتصر في بداية الأمر علي بن زيد و لكنه لم يتمكن من الوقوف امام كيجور التركي و جيوشه، و استقامت الامور للقائد التركي في الكوفة و عاد بعدها الى سامراء بغير امر الخليفة، فوجه إليه الخليفة نفرا من القواد فقتلوه بعكبرا في ربيع الاول سنة سبع و خمسين و مائتين [4] .
و في سنة 258 حصل وباء في العراق شمل بغداد و واسط و سامراء، و ذكر اليعقوبي أنه مات كثير من الخلق و كان الرجل يخرج من منزله فيموت قبل ان ينصرف، فيقال انه مات ببغداد في يوم واحد اثنا عشر الف انسان [5] .
و اشتدت المعارك بين جيوش الخليفة العباسي و الزنج، و في سنة 259 هـ،
[1] ابن الأثير: جـ 5 ص 356. مقبرة المنتصر-اي في قصر الجوسق.