و بويع محمد بن الواثق الملقب بالمهتدي، خليفة للعباسيين، لليلة بقيت من رجب سنة خمس و خمسين و مائتين للهجرة، بعد ان أحضر الأتراك الخليفة المعتز فخلع نفسه امام الناس و الى القارىء الكريم صورة الرقعة بخلع المعتز نفسه: -
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما شهد عليه الشهود المسمون في هذا الكتاب شهدوا أن ابا عبد اللّه بن أمير المؤمنين المتوكل على اللّه أقر عندهم و اشهدهم على نفسه في صحة من عقله و جواز من امره طائعا غير مكره، انه نظر فيما كان تقلده من امر الخلافة و القيام بامور المسلمين فرأى أنه لا يصلح لذلك و لا يكمل له و أنه عاجز عن القيام بما يجب عليه منها، ضعيف عن ذلك، فأخرج نفسه و تبرأ منها و خلعها من رقبته و خلع نفسه منها و برأ كل من كانت له في عنقه بيعة من جميع اوليائه و سائر الناس مما كان له في رقابهم من البيعة و العهود و المواثيق و الايمان بالطلاق و العتاق و الصدقة و الحج و سائر الايمان، و حللهم من جميع ذلك و جعلهم في سعة منه في الدنيا و الآخرة بعد ان تبين له ان الصلاح له و للمسلمين في خروجه عن الخلافة و التبرىء منها، و أشهد على نفسه بجميع ما سمي و وصف في هذا الكتاب، جميع الشهود المسمّين فيه و جميع من حضر بعد أن قرىء عليه حرفا حرفا فأقر بفهمه و معرفته جميع ما فيه، طائعا غير مكره و ذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس و خمسين و مائتين» فوقع المعتز في ذلك بقوله: أقر أبو عبد اللّه بجميع ما في هذا الكتاب، و كتبه بخطه و كتب الشهود شهاداتهم، شهد الحسن بن محمد، و محمد بن يحي، و احمد بن جناب، و يحي بن زكريا ابن ابي يعقوب الأصبهاني، و عبد اللّه بن محمد العامري، و احمد بن الفضل ابن يحي، و حماد بن اسحق، و عبد اللّه بن محمد، و ابراهيم بن محمد،
[1] ابن الأثير-جـ 5 ص 342. ابن طباطبا-الفخري ص 181.
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 100