responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 1  صفحه : 352

كما تقدم، لا سيما في عهد عثمان الذي مهدت خلافته الطريق لاستيلاء امية على الحكم، و كان ابو ذر كغيره من الصحابة يرون في استيلاء امية على الحكم انحرافا بالدين الى الجاهلية العمياء، و قلب الخلافة الاسلامية التي دستورها الاسلام الى ملكية كسروية او قيصرية دستورها الحكم الفردي و الاستيلاء.

و لما كان التشيع مركزا على مبادى‌ء الدين الحنيف و المحافظة على شريعة اللّه كما انزلها في كتابه المجيد و ما اوحى به الى نبيه الكريم كان ابو ذر يخشى ان ينحرف الأمويون بالدين عن قواعده، لذا كان موقفه من عثمان موقفا جريئا و صلبا في معارضته، لا سيما في اطلاق ايدي الامويين في خيرات المسلمين، و ما يغنمونه في الفتوحات و التصرف في اموال بيوت المسلمين التي تتكون من الخراج و جباية الزكاة حتى كانت اموالها اموالهم.

كان ابو ذر ممن لا يكذب اذا حدّث، و لا ينطق بالباطل اذا دعا، فكانت معارضته لعثمان لا تشبه معارضة غيره لانصرافه عن الدنيا و ما فيها من المتع و الملاذ كما يحدثنا هو عن نفسه: «ان بني امية تهددني بالفقر و القتل و بطن الأرض أحبّ الي من ظهرها، و الفقر احب الي من الغنى» [1] قال له عثمان: كن عندي تغدو عليك و تروح اللقاح، فاجابه لا حاجة لي في دنياكم‌ [2]

لم يكن ابو ذر ليلهج بالآية الكريمة و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل اللّه الخ في عهد رسول اللّه-ص-و لا في عهد ابي بكر (ض) و لا في خلافة عمر (ض) ، و لم يعارض احدا منهم و لم يطلب من عثمان ان يأخذ اموال الاغنياء و يفرقها على الفقراء، و كان يعارض عثمان لأنه ترك سنّة من قبله، لقد شاهد ابو ذر الخليفة عمر (ض) يخطب و عليه ثوب فيه اثنتا


[1] -حلية الاولياء ج 3 ص 43

[2] -صفوة الصفوة ج 1 ص 223

نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست