(427) 1- السيّد ابن طاوس (رحمه الله): ... حدّثنا أبو العباس أنّه كان ممّن أسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان قال: و كان أبو ظاهر سليمان مكرما لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلى طعامه، فيأكل معه، و يستدعيه أيضا بالليل للحديث معه.
فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن و يسأله إطلاقي؟
فأجابني إلى ذلك، و مضى إلى أبي ظاهر في تلك الليلة على رسمه، و عاد من عنده، و لم يأتني، و كان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان ... فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة ... استوحشت لذلك، فصرت إليه، إلى منزله المرسوم ... فانصرفت إلى موضعي الّذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة و استشعار الهلكة.
فاغتسلت و لبست ثيابا جعلتها كفني و أقبلت على القبلة، فجعلت أصلّي و أناجي ربّي و أتضرّع و أعترف بذنوبي و أتوب منها ذنبا ذنبا، و توجّهت إلى اللّه بمحمّد و عليّ و ... محمّد و عليّ [الهادي] (عليهم السلام) ... و لم أزل أقول هذا و شبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل، و جاء وقت الصلاة و الدعاء و أنا أستغيث إلى اللّه و أتوسّل إليه بأمير المؤمنين (عليه السلام) إذ نعست عيني فرقدت.
فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: يا ابن كشمرد!