و في البحار: عن الحسن بن سعيد النخعي، عن شريك بن عبد اللّه القاضي [3] قال: حضرت الأعمش في علّته التي قبض فيها، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة و ابن أبي ليلى و أبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضعفا شديدا و ذكر ما يتخوّف من خطيئاته، و أدركته رنّة [4] فبكى، فأقبل أبو حنيفة فقال: يا أبا محمّد اتّق اللّه و انظر لنفسك فإنّك في آخر يوم من أيام الدنيا و أوّل يوم من أيام الآخرة، و قد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك، قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان؟
قال: مثل حديث عباية أنا قسيم النار، قال: أو لمثلي تقول يا يهودي؟! اقعدوني سنّدوني: حدّثني- و الذي إليه مصيري- موسى بن طريف و لم أر أسديا كان خيرا منه قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحي قال: سمعت عليّا أمير المؤمنين يقول: أنا قسيم النار أقول: هذا وليّي دعيه و هذا عدوّي خذيه.
و حدّثني أبو المتوكّل الناجي في إمرة الحجّاج و كان يشتم عليّا شتما مفظعا [5]- يعني الحجّاج لعنه اللّه- عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): إذا كان يوم القيامة يأمر اللّه عزّ و جلّ فأقعد أنا و علي على الصراط و يقال لنا: أدخلا الجنّة من آمن بي و أحبّكما