روى صاحب الكشّاف [1] في كتابه: أنّ بني إسرائيل لمّا عبدوا العجل تبرّأ سبط منهم و لم يدخل فيما صنعوا، و سأل اللّه أن يفرّق بينهم و بين قومهم، ففتح اللّه لهم نفقا [2] في الأرض فساروا فيه و فارقوا قومهم، فلمّا بعث النّبيّ (صلى الله عليه و آله) و عرج به إلى السّماء، أقدمه جبرئيل (عليه السلام) عليهم، فأسلموا على يده، و علّمهم الحدود و الأحكام، و عرّفهم شرائع الإسلام، و هم باقون يعبدون اللّه تعالى على الملّة الإسلاميّة و الشّريعة المحمّديّة [3].
و حجّة عالما، أئمّة من اللّه يهدون بالحقّ و به يعدلون». و في روضة الواعظين: 96 ضمن حديث في «ما جرى بغدير خمّ» عن النّبيّ (صلى الله عليه و آله) قال: «... أنا صراط اللّه المستقيم الّذي أمركم باتّباعه، ثمّ عليّ من بعدي، ثمّ ولدي من صلبه أئمّة يهدون بالحقّ و به يعدلون». و انظر البحار: 23/ 5، و ج 24/ 144 و ص 146، و ج 25/ 151، و ج 35/ 400، و ج 36/ 186 و ص 187، و ج 37/ 212 ضمن حديث الغدير، و ج 57/ 318، و ج 94/ 75 ضمن الصّلوات على الأئمّة، و ج 97/ 361 ضمن ما يدعو به بين كلّ ركعتين من نوافل شهر رمضان.
[1]- هو محمود بن عمر بن أحمد أبو القاسم الزّمخشري، جار اللّه؛ ذكره ياقوت في معجم الأدباء:
19/ 126 رقم 41 و قال: «كان إماما في التّفسير و النّحو و اللّغة و الأدب، واسع العلم، كبير الفضل، متفنّنا في علوم شتّى، معتزليّ المذهب، متجاهر بذلك ...». ولد بزمخشر من أعمال خوارزم سنة 467 و توفّي بقصبة خوارزم سنة 537 على ما في الكتاب المذكور.
[2]- «نقبا» أ. النّفق: سرب في الأرض مشتقّ إلى موضع آخر، و السّرب: حفير تحت الأرض.
انظر «لسان العرب: 1/ 466- سرب-، و ج 10/ 358- نفق-».
[3]- الكشّاف: 2/ 167 ذيل الآية: 159 من سورة الأعراف وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ. و انظر مجمع البيان: 2/ 489- ذيل الآية المذكورة- و الدّرّ المنثور: