[له] [1]، فوجم لذلك هشام و قال: من هذا فما أعرفه؟! و كان الفرزدق واقفا، فأقبل على هشام فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * * * و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم
هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم * * * هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها [2] * * * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته * * * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
في كفّه خيزران ريحه عبق * * * من كفّ أروع في عرنينه شمم
يغضي حياء و يغضى من مهابته * * * فما يكلّم إلّا حين يبتسم
فليس قولك «من هذا» بضائره * * * العرب تعرف من أنكرت و العجم.
[يا علي من سبّك فقد سبّني]
[459] أخبرنا أبو الحسن [3] محمد بن محمد بن مخلد البزّار و أبو الفرج محمد بن هارون بن
[1]. من رواية ابن عساكر.
[2]. في ب: قائلهم.
[459] و رواه الخطيب البغدادي عن القاسم بن جعفر: كفاية الطالب للحافظ الكنجي 82 الباب العاشر في كفر من سبّ عليّا ح 1.
و رواه جعفر بن محمد بن الفضل عن القاسم بن جعفر: معجم شيوخ ابن عساكر ترجمة طلحة بن أحمد بن الحسين.
و رواه عكرمة عن ابن عبّاس كما ذكره العبدي في شعره، و هو من أعلام القرن الثاني كما في مناقب آل أبي طالب 3/ 256:
و قد روى عكرمة في خبر * * * ما شكّ فيه أحد و لا امترى
مرّ ابن عبّاس على قوم و قد * * * سبّوا عليّا فاستراع و بكى
و قال مغتاظا لهم: أيّكم * * * سبّ إله الخلق جلّ و علا
قالوا معاذ اللّه، قال أيّكم * * * سبّ رسول اللّه ظلما و اجترى
قالوا معاذ اللّه قال أيّكم * * * سبّ عليّا خير من وطى الحصا
قالوا نعم قد كان ذا فقال: قد * * * سمعت و اللّه النبيّ المجتبى
يقول من سبّ عليّا سبّني * * * و سبّني سبّ الإله و اكتفى
[3]. في ب هنا زيادة: محمد بن أحمد البزّار.