responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 541

مدّ طرفه إلى ابنه فقال: يا حسن إليّ، يا أبا حامد يا أبا عليّ إليّ، فاجتمعنا حوله و نظرنا إلى الحدقتين صحيحتين.

فقال له أبو حامد: تراني؟و جعل يده على كلّ واحد منّا، و شاع الخبر في الناس و العامّة، و انتابه الناس من العوامّ ينظرون إليه و ركب القاضي إليه و هو أبو السائب عتبة بن عبد اللّه المسعودي و هو قاضي القضاة ببغداد فدخل عليه فقال له: يا أبا محمّد ما هذا الّذي بيدي و أراه خاتما فصه فيروزج؟فقرّبه منه، فقال: عليه ثلاثة أسطر فتناوله القاسم رحمه اللّه فلم يمكنه قراءته و خرج الناس متعجّبين يتحدّثون بخبره، و التفت القاسم إلى ابنه الحسن فقال له: إنّ اللّه منزلك و مرتبك مرتبة فاقبلها بشكر، فقال له الحسن: يا أبه قد قبلتها قال القاسم: على ماذا؟قال: على ما تأمرني به يا أبه قال: على أن ترجع عمّا أنت عليه من شرب الخمر، قال الحسن: يا أبه و حقّ من أنت في ذكره لأرجعنّ عن شرب الخمر و مع الخمر أشياء لا تعرفها، فرفع القاسم يده إلى السماء و قال: اللّهمّ ألهم الحسن طاعتك و جنّبه معصيتك-ثلاث مرّات-ثمّ دعا بدرج فكتب وصيته بيده رحمه اللّه، و كانت الضياع الّتي في يده لمولانا وقف وقفه أبوه، و كان فيما أوصى الحسن أن قال: يا بنيّ إن اهّلت لهذا الأمر يعني الوكالة لمولانا-فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيذة. و سائرها ملك لمولاي، و إن لم تؤهّل له فاطلب خيرك من حيث يتقبّل اللّه، و قبل الحسن وصيته على ذلك.

فلمّا كان في يوم الأربعين و قد طلع الفجر مات القاسم رحمه اللّه فوافاه عبد الرحمن يعدو في الأسواق حافيا حاسرا و هو يصيح: وا سيّداه، فاستعظم الناس ذلك منه و جعل الناس يقولون: ما الّذي تفعل بنفسك؟فقال: اسكتوا فقد رأيت ما لم تروه، و تشيّع و رجع عمّا كان عليه و وقف الكثير من ضياعه. و تولّى أبو عليّ بن جحدر غسل القاسم و أبو حامد يصبّ عليه الماء، و كفّن في ثمانية أثواب على بدنه قميص مولاه أبي الحسن و ما يليه السبعة الأثواب الّتي جاءته من العراق، فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولانا عليه السّلام في آخره دعاء: ألهمك اللّه طاعته و جنّبك معصيته، و هو الدعاء الّذي كان دعا به أبوه، و كان آخره: قد جعلنا أباك إماما لك و فعاله لك مثالا.

نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست