ليعطّل أرضه و لا يخلّيها من حجّة واضحة و إمام قائم، و ألقيت هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخّيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، و تعريفا لهم ما منّ اللّه عزّ و جلّ به من إنشاء الذرّية الطيّبة و التربة الزكيّة، و قصدت أداء الأمانة و التسليم لما استبان ليضاعف اللّه عزّ و جلّ الملّة الهادية، و الطريقة المستقيمة المرضيّة قوّة عزم و تأييد نيّة، و شدّة أزر، و اعتقاد عصمة، و اللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
34-كمال الدين: ج 2 ص 443
حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى اللّه عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد الكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي قال: حدّثنا سليمان بن إبراهيم الرقّي قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن و جناء النصيبي قال: كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع و خمسين حجّة بعد العتمة، و أنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرّك فقال: قم يا حسن بن و جناء. قال:
فقمت فاذا صفراء نحيفة البدن أقول: إنّها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يديّ و أنا لا أسألها عن شيء حتّى أتت بي إلى دار خديجة عليها السّلام و فيها بيت بابه في وسط الحائط و له درج ساج يرتقى، فصعدت الجارية و جاءني النداء: اصعد يا حسن، فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان عليه السّلام: يا حسن أتراك خفيت عليّ و اللّه ما من وقت في حجّك إلاّ و أنا معك فيه. ثمّ جعل يعدّ عليّ أوقاتي، فوقعت[مغشيّا]على وجهي، فحسست بيد قد وقعت عليّ فقمت، فقال لي: يا حسن الزم دار جعفر بن محمّد عليهما السّلام، و لا يهمّنّك طعامك و لا شرابك و لا ما يستر عورتك. ثمّ دفع إليّ دفترا فيه دعاء الفرج و صلاة عليه فقال: بهذا فادع، و هكذا صلّ عليّ، و لا تعطه إلاّ محقّي أوليائي فإنّ اللّه جلّ جلاله موفّقك فقلت: يا مولاي لا أراك بعدها؟فقال: يا حسن إذا شاء اللّه.
قال: فانصرفت من حجّتي و لزمت دار جعفر بن محمّد عليهما السّلام، فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلاّ لثلاث خصال: لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الإفطار، و أدخل بيتي وقت الإفطار فاصيب رباعيّا مملوءا ماءا و رغيفا على رأسه و عليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فآكل ذلك فهو كفاية لي، و كسوة الشتاء في وقت الشتاء، و كسوة الصيف