responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 507

507

يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللََّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اَللََّهَ بََالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللََّهُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدْراً [1] .

ثمّ قال: يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلاّ عن أهل التصديق و الاخوّة الصادقة في الدين، إذا بدت لك أمارات الظهور و التمكّن فلا تبطئ بإخوانك عنّا، و باهر المسارعة إلى منار اليقين و ضياء مصابيح الدين تلق رشدا إن شاء اللّه.

قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما اؤدّي إليهم من موضحات الأعلام و نيّرات الأحكام، و اروّي نبات الصدور من نضارة ما ادّخره اللّه في طبائعه من لطائف الحكم و طرائف فواضل القسم، حتّى خفت إضاعة مخلّفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته بالقفول، و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحّش لفرقته و التجرّع للظعن عن محالّه، فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند اللّه و لعقبي و قرابتي إن شاء اللّه.

فلمّا أزف ارتحالي و تهيّأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودّعا و مجدّدا للعهد و عرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم و سألته أن يتفضّل بالأمر بقبوله منّي، فابتسم و قال: يا أبا إسحاق استعن به على منصرفك، فإنّ الشقّة قذفة و فلوات الأرض أمامك جمّة، و لا تخزن لإعراضنا عنه، فإنّا قد أحدثنا لك شكره و نشره و ربضناه عندنا بالتذكرة و قبول المنّة، فبارك اللّه فيما خوّلك و أدام لك ما نوّلك، و كتب لك أحسن ثواب المحسنين و أكرم آثار الطائعين، فإنّ الفضل له و منه، و أسأل اللّه أن يردّك إلى أصحابك بأوفر الحظّ من سلامة الأوبة و أكناف الغبطة بلين المنصرف، و لا أوعت اللّه لك سبيلا، و لا حيّر لك دليلا، و أستودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنّه و لطفه إن شاء اللّه.

يا أبا اسحاق، قنعنا بعوائد إحسانه و فوائد امتنانه، و صان أنفسنا عن معاونة الأولياء لنا عن الإخلاص في النيّة، و إمحاض النصيحة، و المحافظة على ما هو أنقى و أتقى و أرفع ذكرا.

قال: فاقفلت عنه حامدا للّه عزّ و جلّ على ما هداني و أرشدني، عالما بأنّ اللّه لم يكن


[1] الطلاق: 3.

نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست