responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 478

في أمري حتّى خرجت من المدينة اريد مكة، فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما، و خرجت منها متوجّها نحو الغدير، و هو على أربعة أميال من الجحفة، فلمّا إن دخلت المسجد صلّيت و عفّرت و اجتهدت في الدعاء و ابتهلت إلى اللّه لهمّ و خرجت اريد عسفان فما زلت كذلك حتّى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت و اعتكفت. فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه طيب الرائحة يتبختر في مشيته طائف حول البيت، فحسّ قلبي به فقمت نحوه فحككته، فقال لي: من أين الرجل؟فقلت: من أهل العراق، فقال لي: من أيّ العراق؟قلت: من الأهواز، فقال: تعرف بها[ابن‌] الخصيب؟فقلت: رحمه اللّه دعي فأجاب، فقال: رحمه اللّه فما كان أطول ليلته و أكثر تبتّله و أغزر دمعته، أفتعرف عليّ بن إبراهيم بن المازيار؟فقلت: أنا عليّ بن إبراهيم، فقال:

حيّاك اللّه أبا الحسن ما فعلت بالعلامة الّتي بينك و بين أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السّلام؟ فقلت: معي قال: أخرجها، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها فلمّا أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه بالدموع، و بكى منتحبا حتّى بلّ طماره ثمّ قال: أذن لك الآن يابن المازيار صر إلى رحلك و كن على أهبّة من أمرك حتّى إذا لبس الليل جلبابه و غمز الناس ظلامه سر إلى شعب بني عامر فإنّك ستلقاني هناك، فسرت إلى منزلي.

فلمّا أن أحسست بالوقت أصلحت رحلي و قدّمت راحلتي و عكمته شديدا، و حملت و صرت في متنه، و أقبلت مجدّا في السير حتّى وردت الشعب، فإذا أنا لفتى قائم ينادي.

يا أبا الحسن إليّ، فمازلت نحوه، فلمّا قربت بدأني بالسلام و قال لي: سر بنا يا أخ، فما زال يحدّثني و احدّثه تخرّقنا جبال عرفات، و سرنا إلى جبال منى و انفجر الفجر الأول و نحن قد توسّطنا جبال الطائف فلمّا أن كان هناك أمرني بالنزول، و قال لي: انزل فصلّ صلاة الليل، فصلّيت، و أمرني بالوتر فأوترت و كانت فائدة منه، ثمّ أمرني بالسجود و التعقيب.

ثمّ فرغ من صلاته و ركب، و أمرني بالركوب، و سار و سرت معه حتّى علا ذروة الطائف فقال: هل ترى شيئا؟قلت: نعم أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقّد البيت نورا، فلمّا أن رأيته طابت نفسي فقال لي: هناك الأمل و الرجاء.

نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست