responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 352

الكاظم عليه السّلام و استنشقت نسيم تربته المغمورة بالحرمة المحفوفة بحدائق الغفران انكببت عليها بعبرات متقاطرة و زفرات متتابعة و قد حجب الدمع طرفي عن النظر.

فلمّا رقأت العبرة و انقطع النحيب فتحت بصري فاذا أنا بشيخ قد انحنى صلبه و تقوّس منكباه و تثفّنت جبهته و هو يقول لآخر معه عند القبر: يابن أخي لقد نال عمّك شرفا عظيما ممّا حمله السيّدان من غوامض العبرات و شرايف العلوم الّتي لا يحتمل مثلها إلاّ سلمان الفارسي، و قد أشرف عمّك على استكمال المدّة و انقضاء العمر، و ليس يجد في أهل الولاية رجلا يفضي إليه بسرّه.

قلت: يا نفس لا تزال العناء و المشقة ينالان منك ما لقاني الخفّ و الحافر في طلب العلم، و قد قرعت سمعي من الشيخ لفظة تدل على علم جسيم و أثر عظيم، فقلت: يا شيخ من السيّدان؟قال: النجمان المغيّبان في سرّ من رأى، فقلت: فإنّي اقسم بالولاية و شرف محلّ هذين السيّدين من الإمامة و الوراثة أني خاطب علمهما و طالب آثارهما و باذل من نفسي الإيمان المؤكّدة على حفظ أسرارهما.

فقال: إن كنت فيما تقول صادقا فأحضر ما صاحبك من الآثار من نقله أخبارهم.

فلمّا نشرت الكتب و تصفّح الروايات منها قال: صدقت أنا بشر بن سلمان النخّاس من ولد أبي أيّوب خالد بن زيد الأنصاري أحد موالي أبي الحسن و أبي محمّد و جارهما بسرّ من رأى، قلت: فأكرم أخاك ببعض ما شاهدت من آثارهما، قال: فإنّ مولانا أبا الحسن عليّ بن محمّد العسكري فقّهني في أمر الرقيق فكنت لا ابتاع و لا أبيع إلاّ بإذنه، فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتّى كملت معرفتي و أحسنت الفرق بين الحلال و الحرام.

فبينا أنا ذات ليلة في منزلي بسرّ من رأى و قد مضى دهر منها إذ قرع الباب قارع فعدوت مسرعا فإذا بكافور خادم مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكري يدعوني إليه، فلبست ثيابي فدخلت عليه فرأيته يحدّث ابنه أبا محمّد و اخته حكيمة من وراء الستر، فلمّا جلست قال: يا بشر إنّك من ولد الأنصار و هذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف من سلف و أنتم ثقاتنا أهل البيت و إني مزكّيك و مشرّفك بفضيلة تسبق بها سوابق الشيعة في الولاية بسرّ اطلعك عليه و أنفذك في تتبّع أمره.

نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست