و يمكن الآن سلوك طريق الصّحابة ايضا انتهى و قال فى منخوله فى طىّ كلام له و امّا الصّحابة لم يكثروا نخلهم و لم يطل فى الفروع نظرهم و ليس هذا منّا طعنا و لا تشبيبا بالطّعن فانهم اشتغلوا بتقعيد القواعد و ضبط اركان الشّريعة و تاسيس كليّاتها و لم يصوروا المسائل تقديرا و لم يبوّبوا الابواب تطويلا و تكثيرا و لكنهم كانوا يجيبون عن الوقائع مكتفين بها ثم انقلبت الامور اذا تكررت العصور و تعاضدت الهمم و تبدّلت السّير و الشّيم فافتقر الائمة الى تقدير المسائل و تصوير الوقائع قبل وقوعها ليسهل على الطالبين اخذها من قرب من غير معاناة تعب انتهى فنعود الى ما مضى و نقول فلو سئل زرارة عن وجوب تحصيل الدّالية لاخراج ماء الوضوء مع التمكن او عدم وجوب اخذ الماء و الاغتراف منه تراه لا يتكلّم و يرجع الى الامام او يفتى بوجوبه و تريه لو سئل عن الصّلاة فى الارض المغصوبة او تعاند العام و الخاصّ او المطلق او المقيّد اذا ما كان يجب فاذا على ذلك هو من اغفل العوام حاشا ما هكذا الظّن به و لا المعروف من فضله و لو سلم فاىّ خرق يلزم من ذلك بعد قيام البرهان و مسيس الحاجة نعم كانوا كثيرا ما لا يتعدون ظواهر النّصوص حتّى