و حرّكت الباء- مع أنّ الحروف مبنيّة و الأصل في البناء السكون- لتعذر الابتداء به فتأمّل.
و كسرت- مع أن البناء على الفتح أكثر و أخف- لأنّها جارة و لازمة الجر، فناسب ان تعامل عملها لبراءة الاستهلال، مضافا إلى أنّ الكسر أقرب إلى العدم فلا خير [1]، و [فتحت] «الكاف» لورودها اسما كقوله:
[بيض ثلاث كنعاج جمّ] * * * يضحكن عن كالبرد المنهمّ [2]
و ذلك مختصّ بالضرورة، و كسرت لام الأمر و الجارة للظاهر تميزا عن الابتدائية، و فتحت لام المستغاث رفعا لالتباسه بالمستغاث له، أو لوقوعه محلّ كاف ادعوك، فليتأمّل.
و الاسم: إمّا من الأسماء المحذوفة أعجازها ك: «دم»،- و عليه البصرية- [3] من السموّ بكسر السين و ضمّها لما في التسمية من العلوّ ثم بني أوّله على السكون فاحتيج إلى همزة وصل لتعذر الابتداء بالساكن و إن جوّزه بعض فيما عدا حرف المدّ و اللّين.
و المحذوفة صدرها ك: «جهة»- و عليه الكوفية- 4 من الوسم بالفتح- و لو لا الاسم لما عرف المسمّى- حذفت الواو و جيء بهمزة الوصل لابتداء به.
و رجّح الثاني بقلّة الإعلال و بقول الرضا (عليه السلام) في موثقة ابن فضّال قال قلت: ما السمة؟ قال: [هي] العلامة 5.
و الأوّل أنسب بالجمع و التصغير و سائر التصاريف، و مجيء «سمى» كهدى لغة فيه، و احتمال القلب على بعده لا يصح لأنّه لا يطرد في جميع تلك التصاريف و لم يعهد زيادة الهمزة في محذوفة الصدر.
و اختلف في لفظ الجلالة هل هو عربي- و هو المشهور- أم معرّب عبراني، أو سرياني، أصله «لاها» بحذف الألف عن آخره، زيادة الأداة في أوّله 6.