الباء؛ هنا للاستعانة أو المصاحبة، و الأوّل أقرب إلى التعظيم لدلالته على أنّ الفعل لا يتمّ، أو لا يعتد به كمالا أو شرعا إلّا بالتصدّر باسم (اللّه) تعالى كما في الخبر المشهور عن سيّد البشر (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)- ما اتصلت اذن بخبر و عين بنظر-: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بسم اللّه فهو أبتر» [1]، فليتدبّر، و الثاني أنسب بالأدب لأنّ «الإله» من حيث هي ليست بمقصودة، و إنّما المراد التبرّك باسمه تعالى، و إنّما لم يقل: «باللّه» لئلّا يلتبس بالحلف؛ فإنّه لا يحصل إلّا بذاته، دون أسمائه التي هي ألفاظ، فليتأمّل.
و حقيقة الإضافة تدلّ على مغايرة الاسم للمسمّى كما عليه أصحابنا و المعتزلة [2]، لأنّه فطري لا يشكّ فيه من راجع وجدانه [3]، و لاستفاضة الأخبار عن الأئمة الأخيار (عليهم السلام) به [4]، و بأنّ الاسم حاصل عن أصوات غير قارّة، و يختلف باختلاف الوضع، يتعدد تارة بالترادف و يتّحد اخرى بالاشتراك، و المسمّى بخلافه في الأوّلين و بعكسه في الآخرين [5]، و بأنّهما متضايفان، و بأنّ الاسم عرض ممكن و المسمّى قد يكون جوهرا و واجبا، و أكثر الأشاعرة على أنّه عينه، احتجّوا بقوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ[6] و نحوه، و بوقوع العقد و الإيقاع و نحوهما بالحمل على الأسماء [7].