قال الشيخ البهائي- رحمة اللّه عليه- في «مشرق الشمسين»: إنّ «يوم» الأول خبر مبتدأ محذوف اي: دخوله يوم، «و يوم لا» اي: لا دخول فيه، و «يكثر»- ك: يكرم- خبر ثان للمبتدإ المحذوف و هو من قبيل: الرمان حلو حامض في عدم تمام الكلام بدون الخبر الثاني، فتأمل [1].
ثمّ كتب في الحاشية وجه التأمّل إنّ لقائل أن يقول: إنّ اليوم لا يصحّ حمله على المبتدأ فكيف يجعل خبرا عنه؟!، و أيضا: فليس هذا التركيب من قبيل الرمّان حلو حامض، لإمكان الاقتصار على خبر واحد، و يمكن دفعهما بنوع من التكلّف [2]، انتهى.
أقول: كأنّ دفع الأول بقراءة يوم و يوم لا- بالجرّ- بنزع الخافض كما في قول الشاعر:
[إذا قيل أيّ الناس شرّ قبيلة] * * * أشارت كليب بالأكفّ الأصابع [3]
أي: إلى كليب.
و [دفع] الثاني بإمكان الاقتصار على واحد و إن تغيّر المعنى، فليتأمّل.
و يمكن قراءة اليومين بالنصب على الظرفية و يكون سقوط الألف خطّا على لغة ربيعة، فإنّهم يقفون في المنصوب على السكون [4]، فاحتمل اليوم الحركات الثلاث، فليفهم.
و نحوه الكلام في ما في قوله (عليه السلام): «لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كلّ يوم، و إن لم يقدر فيوم و يوم لا، فإن لم يقدر عليه ففي كلّ جمعة، و لا يدع ذلك» [5]، فليتأمّل جدّا.