نام کتاب : مقالة في تحقيق إقامة الحدود في هذه الأعصار نویسنده : السيد الشفتي جلد : 1 صفحه : 17
عبادته
كان السيّد الشفتي (رحمه اللّه) عالما ربّانيّا روحانيّا ممّن عرف حلال آل محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) و حرامهم، و شيّد أحكامهم و خالف هواه و اتّبع هواه و اتّبع أمر مولاه، و كان دائم المراقبة لربّه لا يشغله شيء عنها [1].
له أحوال خاصّة انفرد بها دون غيره، ففي تكبيرة الإحرام في الصلاة كان يمدّ لفظ الجلالة، و لمّا سئل عن ذلك قال: أنطق بالكلمة و لا أملك أمري، فيكون منّي من غير اختيار.
و كانت صلاته كلّها بخضوع تامّ و حزن، بل كان يقرأ مع بكاء، و أنّ صلاته كانت مع قلب حاضر تمام الحضور، و قال المرحوم التنكابني: كانت صلاة حجّة الإسلام على نهج صلاة أمير المؤمنين (عليه السلام) و يقال: إنّ حجّة الإسلام كان يصلّي الجماعة، و لم يسه أبدا إلّا يوم توفّي ولده السيّد هاشم، فقد سها في يومها في صلاة الظهر [2].
كان يشتغل بالتضرّع من نصف الليل حتّى الصباح في ساحة مكتبته كالمجنون، أو يناجي ربّه و يلطم رأسه و صدره، و كان يعلو منه حنين و أنين بدون اختيار، و لو كان الجيران مستيقظين لسمعوه.
كان (رحمه اللّه) يتوقّى التظاهر في تضرّعه و خشوعه، فقد روى عنه بعض الأجلّة أنّه كانت تجري دموعه بمجرّد أن يخلو مجلسه من الناس [3].
و عن بعض خواصّه قال: خرجت معه إلى بعض قراه، فبتنا في الطريق، فقال لي: ألا تنام، فأخذت مضجعي، فظنّ أنّي نمت، فقام يصلّي، فو الله إنّي رأيت فرائصه و أعضاءه ترتعد بحيث كان يكرّر الكلمة مرارا من شدّة حركة فكّيه و أعضائه حتّى ينطق بها صحيحة [4].
ذكر المرحوم التنكابني أنّه عرض له الفتق نتيجة البكاء و الولولة، و قد منعه الأطباء من البكاء و لم يجد نفعا، و كان قرّاء عزاء المنبر الحسيني لا يرتقون المنبر ما دام السيّد