و يقولون: الهِلال: سَلْخ الحيّة. و الهِلال: طرَف الرَّحَى إذا انكسَرَ منها.
و يقولون: ثوبٌ هَلْهَلٌ: سخيف النّسج، كأنَّه فى رِقَّتِهِ ضوءُ الهلال. و شِعْرٌ هَلْهَلٌ: رقيق. و سمِّى امرؤ القيس بن ربيعة مُهلهِلًا لأنَّه أوَّلُ من رقّق الشِّعر [2]، و قال قومٌ: بل سمِّىَ مُهلهِلًا بقوله:
لمَّا تَوَعَّرَ فى الكُراعِ هجينُهم * * * هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلَا [3]
و ذلك أنَّه إذا أراد إدراكه صوَّت متدارِكا. و يقال الهُلاهِل: الماء الكثير، و هذا لأنَّ له فى جَرَيَانِهِ صوتاً؛ و هو [فى] الأصل هُراهِر. و الهلال:
ما يَضُمُّ بين حِنْوَى الرَّحْل، و الجمع أَهِلّة.
و مما شذَّ عن هذا الأصل قولهم: حَمَل فلانٌ على قِرْنه ثمَّ هَلَّل، إذا أحْجم.
فأمّا قول القائل:
و ليس لها ريحٌ و لكنْ وَديقةٌ * * * يظلُّ بها السَّارى يُهِلُّ و يَنْقَعُ [4]
[3] سبق إنشاده فى (كرع) برواية: «لما توقل»: و أنشده فى اللسان (هلل) و أمالى القالى (2: 291) برواية: «لما توعر» فيهما، و أشار فى الأمالى إلى رواية «توقل». و أنشده الجوهرى: «توغل». و فى اللسان هلل: «قال ابن برى: و الذى فى شعره: لما توعر، كما أوردناه عن غيره- أى غير الجوهرى- و قوله لما توعر، أى أخذ فى مكان وعر».
[4] و كذا ورد إنشاده فى المجمل، و فى اللسان (هلل):
و ليس بها ريح و لكن وديقة * * * يظل بها السامى يهل و ينقع
و فى اللسان (سما):
و لبس بها ريح و لكن وديقة * * * قليل بها السامى يهل و ينقع
نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 6 صفحه : 12