نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 3 صفحه : 431
علَما موضوعا، و يجوز أن يكون سمِّى بذلك لما فيه من امتدادٍ طولًا و عَرضا. و من الباب قولهم: فعل ذلك طَوْراً بعد طَور. فهذا هو الذى ذكرناه من الزَّمان، كأنّه فَعَله مدَّةً بعد مدة. و قولهم للوحشىِّ من الطَّير و غيرها طُورِىّ و طُورانىٌّ، فهو من هذا، كأنَّه توحَّشَ فعدا الطَّورَ، أى تباعد عن حدِّ الأنيس.
طوس
الطاء و الواو و السين ليس بأصل، إنّما فيه الذى يقال له الطَّاوُس. ثم يشتقّ منه فيقال للشَّىء الحسن: مُطوَّس. و حُكى عن الأصمعىّ:
تطوَّست المرأةُ: تزيّنَت. و ذكر فى الباب أيضاً أنّ الطَّوْس: تغطيةُ الشّيء. يقال طُسْته طَوْساً، أى غطَّيته. قالوا: و طَوَاس [1]: ليلةٌ من ليالى المِحُاق.
طوع
الطاء و الواو و العين أصلٌ صحيح واحد يدلّ على الإصحابِ و الانقياد. يقال طاعَه يَطُوعه، إذا انقاد معه و مضى لأمره. و أطاعه بمعنى طاعَ له.
و يقال لمن وافَقَ غيرَه: قد طاوعه.
و الاستطاعة مشتقّة من الطَّوع، كأنها كانت فى الأصل الاستطواع، فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلًا منها، مثل قياس الاستعانة و الاستعاذة.
و العرب تقول: تطاوَعْ لهذا الأمر حتى تستطيعَه. ثم يقولون: تطوَّعَ، أى تكلَّف استطاعَته. و أمّا قولهم فى التبرُّع بالشىء: قد تطوَّعَ به، فهو من الباب، لكنّه لم يلزمه، لكنّه انقاد مع خيرٍ أحبَّ أن يفعله. و لا يقال هذا إلّا فى باب الخير و البِرّ. و يقال للمجاهِدَةِ الذين يتطوَّعون بالجِهاد: المُطَّوِّعة، بتشديد الطاء و الواو،
[1] كذا ضبط فى المجمل، و مثله فى القاموس، إذ ضبطه كسحاب. و فى اللسان ضبط بالضم ضبط قلم.
نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 3 صفحه : 431