فأمَّا قولهم استَثْأَرَ فلانٌ فلاناً إذا استغاثَهُ، فهو من هذا؛ لأنّه كأنّه دعاه إلى طلب الثَّأر. قال:
إذا جاءَهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نصرُه * * * دعاءً أَلَا طِيرُوا بكلِّ وَأًى نَهْدِ [1]
و الثُّؤْرةُ: الثَّأْرُ أيضاً. قال:
* بنى عامرٍ هل كنتُ فى ثُؤْرَتِى نِكْسَا [2]*
ثأط
الثاء و الهمزة و الطاء كلمةٌ واحدة ليست أصلًا. فالثأْطَةُ الحَمْأة، و الجمع ثَأْط. و ينشدون:
* فى عَينِ ذى خُلُبٍ و ثَأْط حَرْمَدِ [3]*
و إنما قلنا ليست أصلًا لأنّهم يقولونها بالدال [4]، فكأنّها من باب الإبدال.
ثأد
الثاء و الهمزة و الدال كلمةٌ واحدة يشتقّ منها، و هى النَّدَى.
و ما أشبَهَه. فالثَّأدُ النّدَى. و الثَّئِد النَّدِىُّ اللّيِّن. و قد ثَئِدَ المكانُ يَثْأَدُ. قال:
هل سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خادِرٍ * * * ثَئِدَتْ أرضٌ عليه فانتَجَعْ [5]
فأمّا الثَّأْداء على فَعَلاء و فَعلاء فهى الأَمَة، و هى قياس الباب، و معناهما
[1] البيت فى اللسان (5: 166).
[2] صدره كما فى اللسان (ثأر):
* شفيت به نفسى و أدركت ثؤرتى*
[3] نسبه ابن فارس فى مادة (أوب) إلى أمية بن أبى الصلت. و هو فى ديوانه 26. و صدره:
* فرأى مغيب الشمس عند إيابها*
و انظر حواشى ص 154.
[4] فى القاموس أن «الثأد» بالتحريك و يسكن: المكان غير الموافق.
[5] البيت آخر قصيدة لسويد بن أبى كاهل اليشكرى فى المفضليات (1: 188- 200).