فأمَّا قولهم: مَهْرٌ مَضمونٌ مبلَّت، فهو فى هذا* أيضاً؛ لأنّه مقطوعٌ قد فُرِغ منه. على أنَّ فى الكلمة شكًّا [1]. و أنشَدُوا:
* و ما زُوِّجَتْ إِلَّا بِمَهْرٍ مُبَلَّتِ* [2]
و يقال إنَّ البَليتَ كَلَأَ عامَين، و هو فى هذا؛ لأنه يتقطّع و يتكَسَّر. قال:
رَعَيْنَ بَليتاً ساعةً ثم إنّنا * * * قطَعْنا عليهنَّ الفِجاج الطوامِسَا [3]
بلج
الباء و اللام و الجيم أصلٌ واحدٌ منقاس، و هو وضوحُ الشَّئ و إشراقُه. البَلَجُ الإشراق، و منه انبلاج الصُّبح. قال:
* حتَّى بدَتْ أعناقُ صُبْحٍ أبْلَجا* [4]
و يقول العرب: «الحقُّ أبْلَجُ و الباطلُ لَجْلَجٌ». و قال:
ألم تَرَ أنَّ الحقَّ تلقاهُ أبْلَجاً * * * و أنَّك تلقَى باطِلَ القومِ لجْلَجَا [5]
و يقال للذى ليس بمقْرُونِ الحاجبيْن أبلج، و ذلك الإشراقُ الذى بينهما بُلْجة. قال:
أبلَجُ بينَ حاجِبَيه نُورُه * * * إذا تعدى رُفْعَت مبتوره [6]
[1] ذكر فى المجمل أنها لغة حمير، و كذا كتب ابن منظور.
[2] أنشد هذا الجز فى اللسان (2: 316).
[3] فى الأصل:
«... عليها الفجاح الطوامسا»
، صوابه من المجمل.
[4] البيت للعجاج فى ديوانه 9 و اللسان (بلج).
[5] أنشده فى الجمهرة (1: 212).
[6] كذا ورد هذا البيت.