نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 1 صفحه : 292
«أكثَرُ أهلِ الجَنَّة البُلّهُ»
يريد الأكياسَ فى أمر الآخرة البُلْهَ فى أمر الدُّنيا.
و
قال الزِّبرقانُ [بن] بدرٍ: «خيرُ أولادِنا الأبلَهُ العقُول»
يُراد أنه لشدّة حَيائِهِ كالأبله، و هو عَقُولٌ. و يقال شَبَابٌ أبلَهُ، لما فيه من الغَرَارة. و عَيْشُ الأبلَهِ قليلُ الهُموم. قال رؤبة [1]:
* بَعْدَ غُدانِىِّ الشَّبَابِ الأَبلَه*
فأمَّا قولهم: «بَلْهَ» فقد يجوز أن يكون شاذًّا، و محتَمِلٌ على بُعْدٍ أن يردَّ إِلى قياس الباب، بمعنى دَعْ. و هو الذى جاء
فى الحديث: «يقول اللّٰه تعالى: أَعدَدْتُ لِعِبادِى الصَّالحينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ و لا أُذُنٌ سَمِعَتْ، و لا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر، بَلْهَ ما أَطْلَعْتُهُمْ عليه»
أى دَعْ ما أطْلَعْتُهُم عليه، اغْفُلْ عنه.
بلوى
الباء و اللام و الواو و الياء، أصلان: أحدهما إخلاق [2] الشئ، و الثانى نوعٌ من الاختبار، و يحمل عليه الإخبار أيضا.
فأمَّا الأوَّل فقال الخليل: بَلِى يَبْلى فهو بالٍ. و البِلَى مَصْدَرُه. و إذا فتح فهو البَلَاء، و قال قوم هو لُغة. و أنشد:
و المرء يُبْليه بَلاءَ السِّرْبالْ * * * مَرُّ الليالى و اختلافُ الأحوالْ [3]
و البَلِيَّةُ: الدابَّة التى كانت فى الجاهلية تُشَدُّ عند قَبْرِ صاحبِها، و تشَدّ على رأسِها وَليَّةٌ، فلا تُعلَفُ و لا تُسقَى حتى تموت. قال أبو زُبيد:
[1] ديوان رؤبة 165 و المجمل و اللسان (بله). و قبله:
إما ترينى خلق المموه * * * براق أصلاد الجبين الأجله