نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 0 صفحه : 41
و هذه النسخة يشيع فيها التحريف و الاضطراب، كما أن بها بعضا مِنَ الفجواتِ و الأسقاط، و بعضاً مِنَ الإقحام و التزيُّد.
و قد أشارَ بروكلمان إلى نسخةٍ بالنجف. و زعم أن أصل نسخة القاهرة فى «مَرَاكُش»، و هو سهو منه.
المجمل و المقاييس:
لا يساورنى الريب أن «المقاييس» مِنْ أواخرِ مُؤلفاتِ ابن فارِس، فإن هذَا النضج اللغوى الذي يتَجلّى فيه، مِنْ دلائل ذلك، كما أن خمول ذكْرِ هذَا الكتَاب بين العُلماء و المؤلفين، مِنْ أدلة ذلك. و لو أنه أتيح له أن يحيا طويلًا فى زمان مُؤلفه لاستَولى على بعْضِ الشهرة الَّتى نالها صنوهُ «المجمل».
و أستَطيع أن أذهب أيضاً إلى أنه ألَّف «المقاييس» بعدَ تأليفه «المجمل»، فإن الناظرَ في الكِتابين يلمس القوة في الأول، و يجِد أن ابن فارسٍ في المجمل إذا حاول الكلام في الاشتِقاق فإنما يحاوله في ضعف و التواء، فهو في مادة (جن) مِنَ المجمل يقول: «و سميت الجن لأنها تتَّقى و لا ترَى. و هذا حَسَنٌ». فهو يعجبه أن يهتدى إلى اشتقاق كلمة واحدة من مادة واحدة، و ليس يكون هذا شأنَ رجلٍ يكون قد وضع من قبلُ كتاباً فيه آلاف من ضروب الاشتقاق، بل هو كلام رجل لم يكن قد أوغل من قبل في هذا الفن.
و هو في المجمل يترك بعض مسائل اللغة على علاتها، على حين ينقدها في المقاييس.
نقداً شديداً. ففى المجمل: و يقال الأترور الغلام الصغير في قوله:
* مِنْ عامِلِ الشرطةِ و الأترور*
نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 0 صفحه : 41