responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس    جلد : 0  صفحه : 12

و هو يتبرم بهمَذان و العيشِ فيها، فيرسم حياته فيها على هذَا النحو الساخر البديع:

سقى همذانَ الغيثُ لستُ بقائل * * * سوى ذا و في الأحشاء نار تَضرّمُ

[1]

و ما لى لا أُصفِى الدُّعاءَ لبلدةٍ * * * أفدتُ بها نسيانَ ما كنتُ أَعلم

نَسِيت الذي أحسنتُه غير أننى * * * مَدِينٌ و ما في جوف بيتىَ درهم

و هو صاحبُ حملة ما جنة على من يزهدون فِي الدِّينار و الدِّرهم، و يطلبون المجد في العلم و العقل، أنشد البِيرونى له [2]:

قد قال فيما مضى حكيم * * * ما المرء إلا بأصغريه

فقلت قول امرئ لبيبٍ * * * ما المرء إِلا بدرهميه

من لم يكن مَعْهُ درهماه * * * لم تلتفت عِرسُه إِليه

و كان من ذُلِّهِ حقِيرا * * * تبول سنَّورُه عليه

و لابن فارس التفات عجيب إلى السنور، و قد سجل في غير هذا الموضع من شعره أنه كان يصطفى لنفسه هرة تلازمه، و تنفى عنه هموم قلبه و وساوس النفس:

و قالوا كيف أنت فقلت خيرٌ * * * تُقَضَّى حاجةٌ و تفوت حاجُ

إِذا ازدحمت همومُ القلب قلنا * * * عَسى يوما يكون لها انفراجُ

نديمى هِرّتى و سرور قلبى * * * دفاتر لى و معشوقى السراج [3]

و هو بصير ذو خبرة بطبائع الناس، و استئسارهم للمال، و خضوعهم له:

إذا كنت في حاجة مرسِلا * * * و أنت بها كَلِفٌ مغرمُ


[1] ياقوت، و الثعالبى، و ابن خلكان، و ابن العماد.

[2] الآثار الباقية ص 338 و ياقوت.

[3] يتيمة الدهر، و دمية القصر، و نزهة الألباء، و المنتظم، و ياقوت، و ابن خلكان، و اليافعى، و ابن العماد.

نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس    جلد : 0  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست