هو أبوه، و مالك عمّه. و قال المفضّل: الصّمّة الأصغر معاوية بن الحارث بن بكر بن علقة بن جداعة بن غزّيّة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. و كان معاوية و أبوه مالك يقال لهما: الصّمّتان. هكذا روى سعدان عن أبي عبيدة، و روى ابن دريد عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة أنّ الصّمّتين [1] مالك و أخوه، و كان مالك أنبه من أخيه، و أذكر من أخيه أبي دريد بن الصّمّة في العرب، و رويت لهما جميعا أشعار، يختلط بعضها ببعض [2] ، و مالك أكثر شعرا من أخيه.
[702] معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب. قال يعاتب قوما من قريش [3] : [من الطويل]
إذا أنا أعطيت القليل شكوتم # و إن أنا أعطيت الكثير فلا شكر [4]
إذا العذر لم يقبل، و لم ينفع الأسى # و ضاقت قلوب منكم حشوها الغمر [5]
فكيف أداوي داءكم، و دواؤكم # يزيدكم داء؟لقد عظم الأمر
سأحرمكم حتّى تذلّ صعابكم # و أبلغ شيء في صلاحكم الفقر
و له-و كتب إلى أمير المؤمنين عليّ، عليه السلام، جوابا عمّا كتب به إليه مع جرير بن عبد اللّه البجليّ، رضي اللّه عنهما [6] -: [من الطويل]
أتاني أمر فيه للنّفس غمّة # و فيه اجتداع للأنوف أصيل [7]
مصاب أمير المؤمنين و هدّة # تكاد لها صمّ الجبال تزول [8]
فأمّا التي فيها الهوادة بيننا # فليس إليها ما حييت سبيل [9]
[702]علم بارز في تاريخ العرب و المسلمين، اشتهر بالدهاء و الحنكة السياسية. ولي الخلافة سنة 40 هـ، و توفي سنة 60 هـ. له شعر يعبر عن تجربة قائد سياسيّ سعى إلى المركز الأوّل في الدولة العربية الإسلامية فناله. و قد دعاني ذلك إلى جمع شعره، و نشره في ديوان مستقلّ، و فيه ترجمة لمعاوية، و بيان لملامح شعره. و انظر له أيضا (معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين ص 463-464) .