أ لم تر كعبا، كعب عوذين قد قلى # معايش هذا الدّهر، غير ثمان
فمنهنّ تقوى اللّه بالغيب، إنّها # رهينة ما تجني يدي و لساني
و منهنّ جرّي جحفلا، لجب الوغى # إلى جحفل يوما فيلتقيان [2]
و منهنّ كرّات الفتى، و اعتلاؤه # على القرن، و الخيلان يطّعنان [3]
و منهنّ سيري في الوفود جلالة # يشبّه تحت الرّحل قرم هجان [4]
و منهنّ تجريدي الأوانس كالدّمى # للذّاتها من كاعب، و عوان [5]
و منهنّ شربي الرّاح، و هي لذيذة # من الخمر لم تمزج بماء شنان [6]
و منهنّ تقويدي الجياد لعانة # من الوحش في دكداكة و متان [7]
و منهنّ جدّ رافع، غير واضع # و قدموسة لم تتّضع لهوان [8]
[527] كعب بن معدان الأشقريّ. و الأشاقر: حي من الأزد، و كعب يكنى أبا مالك، و أمّه من عبد القيس، و هو من شعراء خراسان، و لمّا هجا زياد الأعجم الأزد هجاه كعب، و استفرغ [526]لم أعثر له على ترجمة. و يبدو من سياق ترجمته أنه توفي نحو سنة 75 هـ. هذا، و أخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين) .
[527]فارس، شاعر، خطيب، و كان معدودا من جلّة أصحاب المهلّب بن أبي صفرة، المذكورين في حروب الأزارقة.
و توفي نحو سنة 80 هـ. انظر له (الأعلام 5/229، و معجم الشعراء المخضرمين و الأمويّين ص 398) .
[1] البيت برواية مختلفة، من قصيدة له في (الأغاني 20/282-283) .
[2] الجحفل: الجيش الكثير، فيه خيل. و لجب القوم: صاحوا، و اختلطت أصواتهم.