يجعلونها من حداد محارب، و حداد بالضّم من كنانة، و حداد بالكسر من محارب. و هو قيس بن منقذ بن عبيد بن أصرم بن ضاطر بن حبشيّة بن سلول، و هو شاعر قديم، كثير الشّعر، له مع عامر بن الظّرب العدوانيّ حديث. و قيس هو القائل [1] : [من الطويل]
قالت، و عيناها تفيضان عبرة: # بنفسي بيّن لي متى أنت راجع
فقلت لها: و اللّه يدري مسافر # إذا أضمرته الأرض ما اللّه صانع
و يروى:
فقلت لها: و اللّه ما من مسافر # يحيط بعلم اللّه، ما اللّه صانع
و منها:
و لا يسمعن سرّي و سرّك ثالث # ألا كلّ سرّ جاوز اثنين شائع [2]
هل الأدم كالآرام، و الزّهر كالدّمى # معاودتي أيامهنّ الصّوالح [4]
زمان سلاحي بينهنّ شبيبتي # لها سائف في سيبهنّ و رامح [5]
فأقسمن لا يسقينني قطر مزنة # لشيبي، و لو سالت بهنّ الأباطح
[457] قيس بن العيزارة الهذليّ. و العيزارة: أمّه، و هو قيس بن خويلد بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة. أسرته فهم، و أخذ تأبّط شرّا سلاحه، ثمّ أفلت قيس، و قال [6] : [من الطويل]
لعمرك، أنسى روعتي يوم أقتد # و هل تتركن نفس الأسير الروائع؟ [7]
[457]شاعر جاهلي، من بني صاهلة من هذيل. و عيزارة أمّه. و هو شقيق الشاعر الحارث بن خويلد. يمتاز شعره بصدق الشعور، و الإحاطة بظروف بيئته و حوادثه. انظر له (ديوان الهذليين 3/72-80، و معجم الشعراء في لسان العرب ص 340، و من نسب إلى أمّه من الشعراء: نوادر المخطوطات 1/96، و معجم الشعراء الجاهليين ص 300-301) .
[1] الشعر من قصيدة له مطوّلة في (الأغاني 14/152-155، و شعراء مقلّون ص 22-29) قالها حين رحلت أم مالك، نعم بنت ذؤيب الخزاعية مع أخيها قبيصة.
[2] في الهامش: «يروى: فكلّ حديث جاوز اثنين ضائع» .
[3] الأبيات في (شعر قيس بن الحدادية ص 206، و شعراء مقلّون ص 14-15) نقلا عن المرزباني.
[4] الأدم: جمع الأدماء. و الأدمة: السّمرة. و لون مشرب سمرة أو بياضا. و الآرام: الظباء الخالصة البياض. و الزهر:
جمع الأزهر، و هو من الرجال: الأبيض المشرق الموجه.
[5] السائف: الذي ضرب بالسيف. و الرامح: الطاعن بالرمح.
[6] الأبيات من قصيدة له في (ديوان الهذليين 3/76-80) .
[7] أنسى: يريد لا أنسى. و أقتد: اسم ماء. و قيل: موضع. و الروائع: جمع الرائعة. و هي ما يروع.