جيش اليمن، لينقل حجر الكعبة من مكّة إلى اليمن، و يجعل حجّ النّاس ببلاده، قاتلته كنانة، و من انضمّ إليها من مضر و غيرهم، و عليهم فهر بن مالك، فهزمت حمير، و أسر شرحبيل بن عبد كلال، و قتل قيس بن غالب بن فهر، فقال فهر يرثيه: [من البسيط]
هلاّ بكيت عليه اليوم معولة # و كان كاللّيث، تحت الخيسة، الحرب [1]
و كان نجدا، جواد الكفّ، ذا ثقة # يوم الصّبيب، و بين المأزق التّرب [2]
حامى عن الجار، و المولى، بنجدته # و قد يحامي عن المولى أخو الحسب
[437] الفظّ بن مالك الغسّانيّ. جاهليّ. هجا النّعمان بن المنذر بقوله: [من الوافر]
أرى النّعمان يدني من عصاه # مخافته، و يبعد من أطاعا
و كيف يخاف من أشجاه قوم # فلم يغضب، و لم ينضج كراعا؟
فليت لنا به ملكا سواه # ينحّلنا و يعطينا المتاعا [3]
فإنّ الحيّ من لخم بن عمرو # لئام النّاس كلّهم طباعا
إذا أمنوا حسبتهم أسودا # و عند الرّوع تحسبهم ضباعا
فأراد النّعمان قتله، أو قطع لسانه، ثمّ وهبه لعمرو بن معدي كرب الزّبيديّ، فقال الفظّ:
[من الطويل]
تداركني من مذحج خير مذحج # و سيف أبي قابوس يستقطر الدّما [4]
و كنت الذي تثني الحناجر باسمه # و كنت إلى دفع المنيّة سلّما [5]
[438] فرّاص بن عتبة الأزديّ. خطب بنت عمّ له، و كان يهواها، فردّ عنها، و زوّجت غيره، فقال: [من الطويل]
تربّص بها ريب المنون، لعلّها # تطلّق يوما، أو يموت حميمها
يعني ابن عمّها الذي تزوّجها.
[437]لم أعثر له على ترجمة. و كان معاصرا للنعمان بن المنذر، و ترجم له في (معجم الشعراء الجاهليين ص 286) نقلا عن المرزبانيّ.
[438]لم أعثر له على ترجمة. و يبدو من سياق ترجمته أنّه جاهلي أو مخضرم. و قال ابن دريد في أثناء حديثه عن بني نصر بن الأزد: «و منهم فرّاص بن عتيبة الشاعر، جاهلي» . و يظنّ أنّه صاحب الترجمة. هذا، و أخلّت بترجمته (عزيزة فوّال بابتي) في معجميها.
[1] الخيسة: الأجمة. الحرب: الذي أصابه الحرب في شدّة غضبه. و الحرب: الويل و الهلاك.
[2] الصّبيب: بركة، قريبة من مكّة. و التّرب: المعفّر بالتراب.
[3] في ك «يبخلنا» . تصحيف. و ينحّلنا الشيء: يعطينا إيّاه. و يخصنا به.
[4] مذحج: قبيلة يمانية، يرجع إليها بنو زبيد، قوم عمرو بن معدي كرب. و أبو قابوس: النعمان بن المنذر.
[5] في ك «يثني الختام» و في (فرّاج) : «تنثى» . تصحيف تثني الحناجر باسمه: تفخر به.