responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 98

الكريم، و حملت عليها آيات محكمات أخرى.

و هكذا انقسم المسلمون إلى فرق و مذاهب، و مضت عليهم قرون طويلة كفّر خلالها المسلمون بعضهم بعضا، و قتلت كلّ فرقة من خالفها في الرأي أحيانا، و هدّمت ديارهم!فكيف يمكن توحيد كلمة المسلمين مع وجود هذه المفارقات، و وجود مسائل الخلاف بينهم ممّا أوردنا أمثلة منها في ما سبق؟لا، لن يتمّ التقارب بين المسلمين هكذا، و مع بقائهم على تقليد اجتهادات السّلف، فلا بدّ للمسلمين من أن تبدي كلّ طائفة منهم ما لديها من رؤى للإسلام و تأويل للقرآن و حديث مرويّ و اجتهادات للسّلف نشأ منها الخلاف، على شرط أن يتمّ ذلك بأسلوب الدعوة إلى الحقّ و البحث العلميّ الرصين، دون الرّكون إلى السباب و الشتائم و الافتراء انتصارا لرأيها و طائفتها -أعاذنا اللّه من ذلك-ثمّ الاستماع بتجرّد إلى ما لدى الطّوائف الأخرى كذلك، و الحقيقة بنت البحث.

و السّبيل الصّحيح للوصول إلى ذلك، أن يبادر علماء المسلمين إلى تلك الدراسات بتجرّد علميّ بحت، ثمّ تعرض نتائج تلك الدراسات على الأندية العلميّة الإسلاميّة الكبرى، مثل الجامع الأزهر الشريف في القاهرة، و الجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة، و رابطة العالم الإسلامي في مكّة المكرمة، و الجوامع الإسلاميّة الكبرى في النجف الأشرف و قم و خراسان و القيروان و الزيتونة، لبحثها و تمحيصها. ثمّ لتنشر بعد ذلك حكومات البلاد الإسلاميّة ما تتمخّض عنه دراسات تلك الجامعات بين المسلمين كافّة ليتسنّى لجميع المسلمين من أراد منهم أن يفهم رأي غيره تفهما واعيا لا لبس فيه و لا غموض و لا نبز، و له بعد ذلك أن يتقبّل رأي غيره بقبول حسن، أو يعذر أخاه المسلم في ما اتّخذ له من رأي. و هكذا يتيسّر للمسلمين أن يتفهّم بعضهم بعضا

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست