responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 95

ب-الباعث الثاني لما نشأ من الخلاف‌

الباعث الثاني على الخلاف في الأمّة الإسلامية مدى القرون، هو حاجة السّلطات الحاكمة على المسلمين إلى إراءة حياة القدوات الإنسانية، من الأنبياء و الأصفياء، بما لا يناقض حياتهم الغارقة في الشّهوات و المنهمكة في اتّباع هوى النفس.

و كان من أثر العاملين الأول و الثاني، أن أوّلت آيات من الذكر الحكيم إلى ما يبيّن صدور المعاصي من أنبياء اللّه و أصفيائه، و وضعت روايات في انغماسهم في الملاهي و الشهوات، و أحيانا استفادوا من الأخبار الإسرائيليّة في ذلك مثل ما رووا عن داود و زوجة أوريا [13] ، إلى غيرها، و الكثير من أمثالها الّتي رووها في سيرة الأنبياء؛ و قد مرّ بنا أمثلة ممّا رووا في سيرة أفضل الأنبياء و خاتمهم محمّد (ص) . و في هذا السبيل، سبيل تسوية الأنبياء و الأوصياء بغيرهم من البشر، و القول بعدم وجود ميزة لهم عمّن سواهم، أوّلوا آيات من الكتاب العزيز المصرّحة بمعجزات الأنبياء، مثل خلق عيسى (ع) من الطّين طيرا بإذن اللّه و نظائره، و وضعت روايات تتّفق و ما يقولون به من عدم وجود ميزة لأصفياء اللّه عمّن سواهم من البشر.

و في مقابل تلكم الأحاديث و تأويلات آيات كتاب اللّه، بدافع العاملين المذكورين آنفا، نجد في كتب التفسير و الحديث و السّيرة أحاديث أخرى تدلّ على ميّزات أصفياء اللّه. فآمن بها طائفة من المسلمين، و أوّلت آيات كتاب اللّه بما يوافق تلك الأحاديث. و أنتج ما ذكرناه رؤية خاصّة لصفات اللّه و صفات أنبيائه و عن العرش و الكرسيّ و سائر المعارف الإسلاميّة تناقض


[13] راجع أخبار سيرة النبيّ داود (ع) في تاريخ الطبريّ و غيره.

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست