غزوة تبوك حيث روى عن سعد بن أبي وقاص أيضا أنّه قال:
إنّ رسول اللّه (ص) خرج إلى تبوك و استخلف عليّا فقال: أ تخلفني في الصّبيان و النساء؟قال: ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي [28] .
و ما رواه مسلم-أيضا-في صحيحه عن سعد بن أبي وقّاص أنّه قال:
سمعت رسول اللّه (ص) يقول له و قد خلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ: يا رسول اللّه خلّفتني مع الصّبيان و النساء؟فقال له رسول اللّه (ص) : أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي [29] .
هكذا لم يغب الرسول (ص) في غزواته عن المدينة أيّاما معدودات دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه مدّة غيابه عن المدينة، بل إنّه لم يغب يوما عن المدينة أو بعض يوم دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه، كما كان الشأن في غزوة أحد، و كان جبل أحد على بعد ميل من المدينة، فإنّه (ص) قد عيّن خليفته عليهم مدّة غيابه عنهم، بل و في غزوة الخندق أيضا حيث كان يقاتل في المدينة و استقرّ دون الخندق، عيّن لأهل المدينة المرجع لانشغاله عنهم في الحرب.
[28] صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب غزوة تبوك 3/58.
[29] صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عليّ بن أبي طالب، ح 32، و راجع أيضا مسند أبي داود الطيالسي 1/29. و حلية الأولياء لأبي نعيم 7/195 و 196. و مسند أحمد 1/173، 182، 184، 330 و 4/153. و تاريخ بغداد للخطيب 11/432.
و خصائص النسائي ص 8 و 16. و طبقات ابن سعد 3/ق 1/15.