خامس و عشرين: استخلف على المدينة أبا رهم الغفاري في غزوة مكّة.
سادس و عشرين: سار بعد غزوة مكّة إلى هوازن لغزو حنين، و حنين واد إلى جانب ذي المجاز يبعد ثلاث ليال عن مكّة، و بقي-أيضا-أبو رهم واليا على المدينة في هذه الغزوة.
سابع و عشرين: و استخلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك-على بعد تسعين فرسخا من المدينة-.
و هي آخر غزواته، و كانت غزواته ثمانيا و عشرين غزوة إن اعتبرنا خيبر و وادي القرى غزوتين، و إلاّ فهي سبع و عشرون غزوة.
رجعنا في ذكر أسماء من استخلفهم رسول اللّه (ص) على المدينة في غيابه عنها إلى التنبيه و الإشراف للمسعودي في ذكره التأريخ من السنة الثانية إلى السنة الثامنة من الهجرة، و قد يختلف في ذكر أسماء من ولاّه رسول اللّه (ص) على المدينة مع غيره أحيانا. أمّا ما ذكره في استخلاف الإمام عليّ على المدينة في غزوة تبوك فقد قال ذلك-أيضا-إمام الحنابلة في مسنده في ما رواه عن سعد بن أبي وقّاص؛ قال:
إنّ رسول اللّه (ص) حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليها عليّا (رض) على المدينة، فقال عليّ: يا رسول اللّه ما كنت أحبّ أن تخرج وجها إلاّ و أنا معك. فقال: أو ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي [27] .
و يؤيد ذلك أيضا ما رواه البخاريّ في صحيحه في كتاب بدء الخلق باب