و عقّ عنه (ص) بكبش [1]، و أمر بحلق شعره يوم سابعه، و أن يتصدّق بزنته فضة [2].
و مات رسول اللّه (ص) و له سبع سنين و أشهر، و قيل: ثمان سنين [3].
و بقي بعد مصالحة معاوية عشر سنين.
[صلح الحسن]
و قال النبيّ (ص) يوما في حقّه و قد صعد به المنبر: «إنّ ابني هذا سيّد و لعلّ اللّه تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» [4].
فوقع ذلك كما أخبر النبيّ (ص) إذ أصلح اللّه به بين أهل الشام و العراق، لأنّ الخلافة لمّا أفضت إليه، سار إلى أهل الشام، و سار أهل الشام إليه، فلمّا اجتمعوا بمكان يقال له: «مسكن» من ناحية الأنبار علم الحسن أنّ إحدى الطائفتين لن تغلب حتى يذهب أكثر الأخرى، فتورّع [5] عن القتال، و ترك الملك و الدنيا،
- من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام).
و الحديث معارض بما ورد من أنّ أمير المؤمنين لم يسبق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم بالتسمية، و معارض أيضا بما ورد من أنّه سماها حمزة و جعفرا، و سيأتي مثله في ترجمة الحسين (عليه السلام).
[5]- هذا التعبير ناشىء عن عدم فهم المصنّف للقضايا الإجتماعيّة و لدور أهل البيت في الأمّة الإسلاميّة، إذ لم يكن يوما ما قعود أحدهم عن القتال من باب الخوف أو التورّع عن القتال و ترك المال و الدنيا، و لم يكن قيام أحدهم بالقتال طلبا للدنيا و تهوّرا في إراقة الدماء، بل