كذّاب، و من ادّعى حبّ اللّه و لا يصبر على البلوى فهو كذّاب، و من ادّعى حبّ النبيّ (ص) و أهل بيته و لا يقتدي بأفعالهم و لا يجالس المساكين فهو كذّاب» [1].
فالمتحقّقون [2] بموالاتهم هم الذبل الشفاه، المفترشوا الجباه، الأذلّاء في أنفسهم رغبة عن العزّ و الجاه، و إيثارا للمسكنة و التواضع للّه، قد خلعوا الراحات، و زهدوا في لذيذ الشهوات، و رفضوا الزائد الفاني، و رغبوا في الزائد الباقي، جريا على منهاج المرسلين، و الأولياء من الصديقين، لينزلوا في جوار المنعم المفضال، و مولي الأيادي و النوال.
[حديث الولاية أيضا]
و نقل يزيد بن عمرو بن مورق قال: كنت بالشام و عمر بن عبد العزيز (ره) يعطي النّاس العطاء، فتقدمت إليه فقال: ممّن أنت؟ فقلت: من قريش، فقال: من أيّ قريش؟ قلت: من بني هاشم، قال: من أيّ بني هاشم؟ فقلت: مولى عليّ، فقال: من؟ عليّ؟، فسكتّ، فوضع يده على صدره و قال: أنا و اللّه مولى عليّ بن أبي طالب ثمّ قال: حدّثني عدّة من أصحاب رسول اللّه (ص) أنّهم سمعوا رسول اللّه (ص) يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، ثمّ قال: يا مزاحم كم يعطى أمثاله؟
قال: مئة و مئتي درهم، قال: أعطه خمسين دينارا لولاية عليّ بن أبي طالب، فأعطانيها ثمّ قال لي: الحقّ ببلدك فسيأتي [ك] مثل ما يأتي نظراءك [3].