و قال (رض): «أوّل ما يحاسب عليه العبد الصّلاة، فإنّ قبلت قبل سائر عمله، و إن ردّت عليه، ردّ عليه سائر عمله» [1].
و روى سفيان الثوري (ره) أنّ جعفر بن محمّد دخل يوما على المنصور و عنده رجل من ولد آل الزبير، و قد أعطاه المنصور شيئا فسخطه الزبيري، فغضب المنصور حتّى رئي الغضب في وجهه، فأقبل عليه أبو عبد اللّه و قال له: «يا أمير المؤمنين حدثني أبي عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب [عن أبيه] قال: قال رسول اللّه (ص): من أعطى عطيّة طيّبة بها نفسه، بورك للمعطي و المعطى»، فقال أبو جعفر: و اللّه لقد أعطيته و أنا غير طيّب النفس بها، و لقد طابت بحديثك هذا.
ثمّ أقبل على الزبيري فقال: «حدثني أبي عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه (ص): من استقلّ قليل الرزق حرمه [2] اللّه كثيره»، فقال الزبيري: و اللّه لقد كانت عندي قليلة و لقد كثرت عندي بحديثك هذا.
قال سفيان: فلقيت الزبيري بعد ذلك فسألته عن تلك العطيّة، فقال: لقد كانت قليلة و لكن اللّه تعالى بارك فيها حتّى لقد بلغت في يدي خمسين ألف درهم.
و كان سفيان يقول: مثل هؤلاء القوم عطاؤهم القليل حيث وقع نفع [3].
[1]- الأصول الستّة عشر ص 322: 513 كتاب الحسين بن عثمان عن رجل عن الصادق، من لا يحضره الفقيه: 1/ 208: 626.
و روى الكليني في الكافي 3/ 268 و الطوسي في تهذيب الأحكام 2/ 239: 946 عن الحسين بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن الباقر (عليه السلام) بمعناه.