استعظم زلّة غيره، و من استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه.
يا بنيّ من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سلّ سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها.
يا بنيّ و من داخل السفهاء حقّر، و من خالط العلماء و قّر، و من دخل مداخل السوء اتّهم.
يا بنيّ إيّاك أن تزري بالرجال فيزرى بك، و إيّاك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل.
يا بنيّ قل الحقّ و إن كان لك أو عليك.
يا بنيّ كن لكتاب اللّه تاليا، و للإسلام [1] [فاشيا]، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و إيّاك و النميمة فإنّها تزرع الشحناء في القلوب، و إيّاك و التعرّض لعيوب الناس فمنزلة المتعرّض لعيوب/ 37/ النّاس كمنزلة الهدف.
يا بنيّ إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا، و لا يطيب ثمر إلّا بفرع، و لا فرع إلّا بأصل، و لا أصل ثابت إلّا بمعدن طيّب.
يا بنيّ إذا زرت فزر الأخيار، و لا تزر الفجّار فإنّهم صخرة لا ينفجر ماؤها، و شجرة لا يخضرّ ورقها، و أرض لا يظهر عشبها».
قال عليّ بن موسى الرضا: «فما ترك أبي هذه الوصيّة حتّى مات (رض)» [2].
و قال (رض): «آفة الدين العجب و الحسد و الفخر» [3].
[1]- كذا في النسخة و حلية الأولياء، و لعلّ الصواب: «و للسّلام».
[2]- حلية الأولياء: 3/ 195، و باختصار في كشف الغمّة: 2/ 369- 370، و مطالب السؤول: ص 285.
[3]- نزهة الناظر للحلواني 107: 7، الكافي 2/ 307 باب الحسد من كتاب الايمان و الكفر مع تقديم الحسد على العجب.