مدوّنة في كتب العارفين من المتصوّفة و الصدّيقين، و هو الذي أعزّ المتصوّفة بمجالسته مع الفقراء و المريدين، و أعزّ علومهم بالضنّة بها من غير/ 35/ أهلها حتّى قال: «إن اللّه فضح من بلّغ سرّه و علمه إلى غير أهله».
و روى أبو بكر الفرغاني عنه أنّه قال: «نهينا عن إظهار هذا العلم- يعني علم التصوّف- لغير أهله، كما نهينا عن الرياء [ظ]، و لا إقامة لدين اللّه إلّا بهذا العلم».
و قال أبو العبّاس أحمد [بن محمّد بن زكريّا] [1] النسوي في تاريخه للصوفية:
جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبو عبد اللّه رضي اللّه عنه و عن آبائه الطاهرين، المعروف بالصّادق، صاحب الأخلاق العالية، و الفتوة الظاهرة، و اللسان الحسن في فهم القرآن، و كان مقبولا عند النّاس كلّهم، نزّه نفسه عن [2] الالتفات إلى الدنيا و الاشتغال بها، و ترك الدنيا و اختار الاعتزال عن أهلها، و له في التصوّف كلام دقيق، و معنى رقيق.
و قال الحافظ أبو نعيم: قيل: إنّ التصوّف انتفاع بالنسب و ارتفاع بالسبب [3].
[1]- في طبقات السبكي الكبرى 3/ 42: 90: الزاهد الصوفي شيخ الحرم و صاحب تاريخ الصوفية .. مات سنة: (396).
و انظر ترجمته أيضا في تاريخ بغداد 5/ 9: 2357، و طبقات الصوفية للأنصاري ص 369، و تاريخ دمشق: 5/ 350، و تاريخ الإسلام و فيات: 381- 400 ص 329، و غاية النهاية 1/ 115: 531.