و ضلة و فتكا لطواغيت الأمة و بقية الأحزاب و نبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا و تقتلونا؟ ألا لعنة اللّه على الظالمين الذين يصدون عن سبيل اللّه.
ثم حرك فرسه إليهم و السيف مصلت في يده و هو آيس من نفسه عازم على الموت، و قال هذه الأبيات:
أنا ابن علي الخير من آل هاشم * * * كفاني بهذا مفخرا حين أفخر
و جدي رسول اللّه أكرم من مشى * * * و نحن سراج اللّه في الخلق يزهر
و فاطم أمي من سلالة أحمد * * * و عمي يدعى ذو الجناحين جعفر
و فينا كتاب اللّه أنزل صادقا * * * و فينا الهدى و الوحي و الخير يذكر
و نحن ولاة الأرض نسقي ولاتنا * * * بكأس رسول اللّه ما ليس ينكر
و شيعتنا في الناس أكرم شيعة * * * و مبغضنا يوم القيامة يخسر
ثم دعا الناس إلى البراز فلم يزل يقاتل و يقتل كل من برز إليه منهم من عيون الرجال، حتى قتل منهم مقتلة كبيرة، فتقدم اليه شمر بن ذي الجوشن في جمعه، و سيأتي تفصيل ما جرى بعد ذلك في فصل مصرعه ((عليه السلام)). هذا و هو كالليث المغضب لا يحمل على أحد منهم إلا نفحه بسيفه فألحقه بالحضيض، فيكفي ذلك في تحقيق شجاعته و كرم نفسه شاهدا صادقا فلا حاجة معه إلى ازدياد في الاستشهاد.
الفصل السابع: في كرمه ((عليه السلام)):
قد تقدم في الفصل المعقود لذكر كرم أخيه الحسن ((عليهما السلام)) قضية المرأة التي ذبحت لهما الشاة و ما وصلها لما جاءته بعد أخيه الحسن و أنه أعطاها ألف دينار و اشترى لها ألف شاة.
و قد اشتهر النقل عنه ((عليه السلام)) أنه كان يكرم الضيف و يمنح الطالب و يصل الرحم و ينيل الفقير و يسعف السائل و يكسو