responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 253

فلما جاءهم كذبوه ما وعدوه و أنكروه و جحدوه و مالوا إلى السحت العاجل فعبدوه، و خرجوا إلى قتاله رغبة في عطاء ابن زياد فقصدوه فنصب ((عليه السلام)) نفسه و أخوته و أهله و كانوا نيفا و ثمانين لمحاربتهم و اختاروا بأجمعهم القتل على متابعتهم ليزيد و مبايعتهم، فأعلقتهم الفجرة الطغام و أرهقتهم المردة اللئام، و رشقتهم النبال و السهام و أوثقتهم من شبا شفارهم الكلام. هذا و الحسين ((عليه السلام)) ثابت لا تخف حصاة شجاعته و لا تحف عزيمة شهامته، و قدمه في المعترك أرسى من الجبال و قلبه لا يضطرب لهول القتال و لا لقتل الرجال، و قد قتل قومه من جموع ابن زياد جمعا جما، و أذاقوهم من الحمية الهاشمية رهقا و كلما، و لم يقتل من العصابة الهاشمية قتيل حتى اثخن في قاصديه و قتل و اغمد ظبته في أبشارهم و جدل. فحينئذ تكالبت طغام الاجناد على الجلاد و تناشبت الأجلاد في المنازلة بالحداد، و وثبت كثرة الألوف منهم على قلة الآحاد و تقاربت من الأنوف الهاشمية الآجال المحتومة على العباد، فاستبقت الاملاك البررة إلى الارواح و باء الفجرة بالآثام في الأجساد، فسقطت اشلاؤهم المتلاشية على الأرض صرعى تصافح منها صعيدا، و نطقت حالهم بأن لقتلهم يوما تودّ لو أن بينها و بين قتلهم أمدا بعيدا، و تحققت النفوس المطمئنة باللّه كون الظالم شقيا و المظلوم سعيدا، و ضاقت الأرض بما رحبت على حرم الحسين ((عليه السلام)) و أطفاله إذ بقي وحيدا. فلما رأى ((عليه السلام)) وحدته و رزى أسرته و فقد نصرته تقدم على فرسه إلى القوم حتى واجههم و قال لهم: يا أهل الكوفة قبحا لكم و تعسا حين استصرختمونا و لهين فأتيناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفا كان في ايماننا و حششتم علينا نارا نحن اضرمناها على أعدائكم و أعدائنا فاصبحتم ألبا على أوليائكم و يدا لأعدائكم، من غير عدل أفشوه فيكم و لا ذنب كان منا إليكم فلكم الويلات هلا إذ كرهتموها تركتموها و السيف ماشيم. و الجأش ما طاش و الرأي لما يستحصد، لكنكم أسرعتم إلى بيعتنا إسراع الدبا و تهافتّم إليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفها

نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول نویسنده : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست