نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 461
و آله، و الابتلاء: الاختبار و الامتحان، و المراد به هنا الأمر و التّكليف.
و قد فسّرت الكلمات بتفسيرات عديدة، و في رواية عن ابن عباس رضي اللّه عنه أنّها عشر خصال كانت في شريعته فرضا، و هي في شريعتنا سنّة، خمسة في الرّأس، و هي: المضمضة، و الاستنشاق، و الفرق، و قصّ الشّارب، و السّواك. و خمس في البدن، و هي الختان، و حلق العانة، و تقليم الأظفار، و نتف الإبطين، و الاستنجاء بالماء و روي غير ذلك، كذبح الولد و غيره، و لعلّ المراد بالختان ما وقع قبل البلوغ، فإنّه بعده من الواجبات لا من السنن.
و المراد بإتمام الكلمات الإتيان بهنّ كمّلا و أداؤهنّ تامّات على الوجه المأمور به. و الامام هو الذي يقتدي به في أقواله و أفعاله، و له الرّئاسة العامّة في الأمور الدّينيّة و الدّنيويّة.
و قوله تعالى «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي»عطف على الكاف في جاعلك، و المراد و تجعل
فصار ذريّة من الذرّ بمعنى التفريق أو ذريئة، و الأمان و الذمّة و الحفاظ و رعاية الحرمة و الوصيّة. و منه حديث علي (عليه السلام) «عهد إليّ النبيّ الأمّي» أي: أوصى، و تقول:
عهدت فلانا إذا أدركته و لقيته، و المراد هنا الإمامة، لأنّها أمانة من اللّه و عهد منه، و هو الظاهر من سياق الآية.
و الظلم أصله الجور و مجاوزة الحدّ، و منه حديث الوضوء «فمن زاد أو نقص فقد أساء و ظلم» أي: أساء الأدب بتركه السنّة و التأدّب بأدب الشرع و ظلم نفسه بما نقصها من الثواب بتزداد المرّات في الوضوء.
قوله: عطف على الكاف هذا ما قاله صاحب الكشّاف، و كأنّه يجعل الإضافة لكونها لفظيّة في تقدير الانفصال، أي: جاعل إيّاك، لئلّا يلزم العطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار، أو يجوز العطف عليه من غير إعادته، كما في «تَسٰائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحٰامَ» على قراءة حمزة بالجر، و كما في قوله الشاعر:
فاذهب و ما بك و الأيّام من عجب
نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 461