الظّرف متعلّق بمحذوف، تقديره: اذكر، و المخاطب نبيّنا صلّى اللّه عليه
قوله: تقديره اذكر إذ طرف اذكر المحذوف و هو عامل فيه، و «إذ» حينئذ مفعول به.
و الابتلاء في الأصل التكليف بالأمر الشاقّ من البلاء، لكنّه لمّا استلزم الاختبار بالنسبة الى من جهل العواقب ظنّ ترادفهما، و فائدة إظهار المطيع من العاصي، و إلّا فلا حاجة له تعالى اليه و اختباره عبده مجاز عن تمكينه من اختيار أحد الأمرين ما يريده و ما يشتهيه العبد، كأنّه يمتحنه ما يكون منه، حتّى يجازيه على حسب ذلك، و المراد بالكلمات ما ذكر من الإمامة و تطهير البيت و رفع قواعده و الإسلام.
و قيل: هي مناسك الحجّ كالطواف و السعي و الإحرام و التعريف و غيرها.
و قيل: ابتلاؤه بالكواكب و القمرين و ذبح الولد و النار و الهجرة.
و عن الصادق (عليه السلام): هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه، و هي أسماء محمّد و أهل بيته (عليهم السلام).
و قيل: هي ثلاثون خصلة محمودة من شرائع الإسلام، عشر في براءة «التّٰائِبُونَ الْعٰابِدُونَ» و عشر في الأحزاب «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمٰاتِ» و عشر في المؤمنون «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» إلى قوله «أُولٰئِكَ هُمُ الْوٰارِثُونَ» و قيل غير ذلك.
و فاء «فَأَتَمَّهُنَّ» للتعقيب، ففيه إشارة إلى سرعة امتثاله (عليه السلام) و استباقه الى الخيرات، و معناه: فقام بهنّ حقّ القيام و أدّاهنّ حقّ التأدية من غير تفريط و تقصير، كقوله «وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى»[2].
و الذريّة أصله ذرووة، قلبت واوها الثانية ياء ثمّ قلبت الواو أيضا ياء، ثمّ أدغم