نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 420
و قد أطبق علماؤنا على نجاسة من عدا اليهود و النّصارى من أصناف الكفّار، و قال أكثرهم بنجاسة هذين الصنفين أيضا، و المخالف في ذلك ابن الجنيد و ابن أبي عقيل و المفيد في المسائل الغريّة، لما في بعض الرّوايات المعتبرة من الإشعار بطهارتهم، كما ستطّلع عليه عند ذكر الأحاديث.
و اختلف في المراد بقوله تعالى «فَلٰا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرٰامَ»فقيل: المراد منعهم من الحج كما كانت عادتهم من قبل. و قيل: المراد منعهم من دخول الحرم. و قيل: من دخول المسجد الحرام خاصّة. و أصحابنا على منعهم من دخوله و دخول كلّ مسجد و إن لم تتعدّ نجاستهم اليه، و المراد بعامهم هذا سنة تسع من الهجرة، و هي السّنة الّتي بعث النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) لأخذ سورة براءة من أبي بكر و قراءتها على أهل الموسم، فقرأها عليهم و نادى ألا لا يحجّنّ بعد هذا العام مشرك.
و قوله تعالى وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةًأي: احتياجا بسبب انقطاع السّابلة، لمنع المشركين من التردّد إلى مكّة للتّجارة، فسوف يغنيكم اللّه من فضله، و قد وقع ما وعدهم اللّه به من الإغناء إذ أسلم بعد ذلك أهل جدّة و صنعاء و جرش [1] اليمن، و حملوا الأقوات إلى مكّة، و كفى اللّه المسلمين ما كانوا يخافونه من الاحتياج، و أرسل عليهم السّماء مدرارا فأخصبت أرضهم، و فتح عليهم البلاد، و مكّنهم من الغنائم، و توجّه النّاس إليهم من أقطار الأرض، و تعليقه سبحانه إغناءهم بمشيّته لينقطع الآمال عن طلب الغني إلّا منه. و قيل: لأنّ الغني الموعود يكون لبعض دون بعض.
قوله: سنة تسع من الهجرة و قيل: المراد به سنة حجّة الوداع.
[1] بضمّ الجيم و فتح الراء و آخره شين معجمة من مملكة اليمن «منه».
نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 420