نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 109
أمّا الاستعانة فيه بصبّ الماء في اليد ليغسل بها، فلا دلالة في الآية على منعها، لخروجها عن مفهوم الغسل، و قد عدّها علماؤنا من مكروهات الوضوء، و ستسمع الكلام فيها عن قريب.
و قد يستفاد من الآية وجوب غسل الوجه من الأعلى، و ان كان الأمر بالكلّي يقتضي براءة الذمّة بالإتيان بأيّ جزئي من جزئيّاته، لأنّ ذلك إذا لم يكن أحد أفراده هو الشّائع المتعارف و غسل الوجه من أعلاه هو الفرد الشّائع المتعارف، فينصرف الأمر بالغسل المطلق اليه دون الأفراد الأخر الغير المتعارفة، كغسله من أسفله مثلا، و علماؤنا (قدّس اللّه أسرارهم) استفادوا وجوب الابتداء بالأعلى من فعل الأئمة (عليهم السلام) عند حكاية وضوء النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله).
و قد يستدلّ على ابتدائه (صلّى اللّه عليه و آله) بالأعلى، بأنّه لمّا توضّأ الوضوء البياني الذي قال بعده: هذا وضوء لا يقبل اللّه الصّلاة إلّا به إمّا أن يكون بدأ بالأعلى، أو بالأسفل، و الثّاني باطل، و إلّا لتعيّن على الأمّة، و لم يجز خلافه، لكنّه غير متعيّن بإجماع الأمّة، فتعيّن الأوّل.
و في هذا الدّليل نظر، لجواز أن يكون ابتداؤه (صلّى اللّه عليه و آله) بالأسفل لبيان جوازه لا لتعيّنه، أو أن يكون ابتداؤه (عليه السلام) بالأعلى لكونه من الأفعال الجبليّة، فإنّ كلّ من يغسل وجهه بيده يغسله من أعلاه.
درس [المراد من المرفق و الكعب]
المرافق جمع مرفق بكسر أوّله و فتح ثالثة أو بالعكس، مجمع عظمي الذّراع و العضد، سمّي بذلك لأنّه يرتفق به في الاتّكاء و نحوه.
و لا دلالة في الآية على إدخاله في غسل اليد، و لا على إدخال الكعب في مسح الرّجل، لخروج الغاية تارة و دخولها اخرى، كقوله تعالى
نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 109