نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 99
و ذلك لأنه مصدر الأشياء، و من هو مصدر الأشياء فعودها إليه ضرورة، بدؤها منك و عودها إليك، و من هو المبدأ و المعاد فزمام الأمور منوط به، فتقها و رتقها بيدك و من بيده الفتق و الرتق له الحكم و إليه ترجعون.
فصل
و لما طلعت شموس الأسرار من مطالع العناية، و لمعت بوارق الأسرار من مشارق الهداية، و عرفت أن الحي القيوم جلّ اسمه فضل الحضرة المحمدية أن جعل نورها هو الفيض الأوّل، و جعل سائر الأنوار تشرق منها، و تتشعشع عنها، و جعل لها السبق الأوّل فلها السبق على الكل، و الرفعة على الكل و الإحاطة بالكل، و اللّه من ورائهم محيط، فكنت كما قيل:
تركت هوى ليلى و سعدى بمعزل * * * و ملت إلى محبوب أوّل منزل
و نادتني الأشواك و يحك هذه * * * منازل من تهوى فدونك فانزل
غزلت لهم غزلا دقيقا فلم أجد * * * له ناسجا غيري فكسرت مغزلي
أو كما قيل:
نقّل فؤادك ما استطعت من الهوى * * * ما الحب إلّا للحبيب الأوّل
فاعلم أن اللّه سبحانه ما أنعم على عبد بمعرفة محمد و حبّ علي فعذّبه قط، و لا حرمه عبدا فرحمه قط.
فصل [اتّحاد النور و معناه]
محمد و علي نور واحد قديم، و إنّما انقسما تسمية ليمتاز النبي عن الولي كما امتاز الواحد عن الأحد، فكل أحد واحد و لا ينعكس، و كذا كل نبي ولي و لا ينعكس، فلهذا لا توزن الأعمال يوم القيامة إلّا بحب علي لأن الولاية هي الميزان كما تقدّم.
نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 99