نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 100
فصل [أثر حبّ علي و طاعته (عليه السلام)]
التوحيد لا يقابله شيء قلّ أم جلّ، و كذا حبّ علي إذا كان في الميزان لا ينقصه شيء من الذنوب قل أم جل، فإذا كان حبّه في الميزان فلا سيئة، و إذا لم يكن فلا حسنة، لأنّ الحسنات بالتحقيق حبّه، و السيئات بغضه، لأنّ حبّه حسنة لا يضرّ معها سيئة، و بغضه سيئة لا ينفع معها حسنة [1]، و إليه الإشارة بقوله: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ[2] و قوله:
وَ قَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً[3] و ليس في القيامة إلّا مؤمن و كافر و منافق، و الكافر ليست له حسنات توزن و لا للمنافق، فتعين أن ذلك للمؤمنين المذنبين و إنّما وسعه الرحمن لأن من جاء بالإيمان فكان كتابه متصل الحكم ثابتا في دار القضاء لأن مبناه التوحيد، و شهوده النبوّة، و سجله الولاية، فوجب له الإيمان من اللّه، المؤمن لإنصافه يوم لقائه، و أما المنافق فهو يجهد في الدنيا قد ضيّع الأصل و أكبّ على الفرع، و الفرع لا يثبت إلّا مع الأصل، و لا أصل هناك فلا فرع إذا فهو يسعى مجدا لكنه ضائع جدا و إليه الإشارة بقوله: الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً[4]
فإذا ورد القيامة لا يرى شيئا ممّا كان يظن أنه يلقاه، لأن المنافق لا برهان له فأعماله بالظن، و الظن لا يغني من الحق شيئا، لأن ما لا برهان له لا أصل له، و ما لا أصل له لا فرع له، فلا قبول له و لا وجود له، و المنافق لا برهان له فلا أصل له و لا فرع له، فلا إيمان له، فلا نجاة له.
و دليله ما رواه صاحب الكشاف من الحديث القدسي من الرب العلي أنه قال: لأدخلن