نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 196
بليغ المقال: «لو لم أخف لقلت» [1] و هذا كمال المبالغة و غاية الشرف لأن ما لم يقل أعظم ممّا قيل، و هذا مثل قوله سبحانه بعد أن مدح الجنّة و وصفها فقال: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ[2] و إذا كانت الجنّة و هي دارة علي لا توصف فكيف يوصف صاحب الدار.
فصل [مقام علي (عليه السلام) عند الملائكة]
و أما مقامه عند الملائكة المقرّبين و رفعته عند جبرائيل الأمين فإنه كان يلزم ركاب علي إذا ركب و يسير معه إذا سار و يقف إذا وقف و يكبّر إذا كبّر و يحمل إذا حمل لأنه خادمه و الخادم يدين بطاعة المخدوم، و هو مع رفعته في السماء و حمله للرسائل إلى الأنبياء فإنّه فقير علي لأنه وقف ببابه سائلا فقال: مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً فهذا سرّ الأسرار، و آية الجبّار، الذي ينفد عند عدّ فضائله رمل القفار، و ورق الأشجار، فلأنه إمام الأبرار، و والد السادة الأطهار، و قسيم الجنة و النار، سنان النبوّة، و لسان الفتوة، و ختام الرسالة، و بيان المقالة، ينبوع الحكمة، و باب الرحمة، يعسوب الدين و الحكمة، و معدن الطهارة و العصمة، مريخ الانتقام و كيوان الرفعة و الاحتشام، كاسر قناة الغواية، و سفينة النجاة و الهداية و صاحب الخلافة و الألوية من البداية إلى النهاية، و قلت:
يا أيّها المولى الولي و من له * * * الشرف العلي و من به أنا واثق
لا أبتغي مولى سواك و لا أرى * * * إلّا ولاك و من عداك فطالق
عين العلى بك أشرقت أنوارها * * * صار الصفى من بحر جودك دافق
يا كاف الكل يا هاء الهدى * * * يا فلك نوح و اللواء الخافق
من قبل خلق الخلق أنت رضيتني * * * عبدا و ما أنا عبد سوء آبق
و نقلت من صلب إلى صلب على * * * صدق الولا و أنا المحبّ الصادق
[1] و هو قوله: «لو لا أني أخاف ... لقلت اليوم فيك مقالة لا تمرّ بملإ إلّا أخذوا تراب نعليك» البحار: 25/ 284 ح 35.