نام کتاب : مسند الإمام الباقر أبي جعفر محمد بن علي(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 3 صفحه : 241
كتابا و بعث إليه و بعث إليه رسولا يدعوه الى الاسلام.
فأما ملك الرّوم فإنه عظم كتاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أكرم رسوله و أما ملك فارس فانه مزق كتابه، و استخفّ برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و كان ملك فارس يقاتل يومئذ ملك الروم، و كان المسلمون يهوون أن يغلب ملك الروم ملك فارس و كانوا لناحية ملك الروم أرجى منهم لملك فارس، فلمّا غلب ملك فارس ملك الروم بكى لذلك المسلمون و اغتموا فانزل اللّه (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ)يعنى غلبتها فارس فى أدنى الأرض و هى الشامات و ما حولها.
ثم قال و فارس من بعد غلبهم الروم سيغلبون فى بضع سنين و قوله «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ»أن يأمر «وَ مِنْ بَعْدُ»أن يقضى بما يشاء و قوله: «وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ»قلت: أ ليس اللّه يقول فى بضع سنين و قد مضى للمسلمين سنون كثيرة مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و فى أمارة أبى بكر و انما غلبت المؤمنون فارس فى أمارة عمر فقال أ لم أقل لك أنّ لهذا تأويلا و تفسيرا و القرآن يا ابا عبيدة ناسخ و منسوخ.
أ ما تسمع قوله: «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ»يعنى إليه المشية فى القول أن يؤخّر ما قدّم و يقدّم ما أخر إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه، على المؤمنين و ذلك قوله: «يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ»ثم قال: «وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا»يعنى ما يرونه حاضرا «وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ»قال يرون حاضر الدنيا و يتغافلون عن الآخرة.