responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 4  صفحه : 212

اللّه عزّ و جلّ: «إِنَّمٰا جَزٰاءُ الَّذِينَ يُحٰارِبُونَ اللّٰهَ. الآية» أي شيء عليهم من هذه الحدود الّتي سمّى اللّه عزّ و جلّ؟- قال: ذاك الى الامام ان شاء قطع و ان شاء صلب و ان شاء نفى و ان شاء قتل قلت: النّفي إلى أين؟ قال: النّفي من مصر الى مصر آخر و نحوها من الاخبار.

و التّخيير المذكور انّما هو إذا لم يقتل فلو قتل تحتّم قتله و لم يكتف بغيره من الحدود سواء قتل مكافئا أولا و سواء عفا عنه الوليّ أولا و قد صرّح بذلك القائلون بالتّخيير.

«ذٰلِكَ» اى ما أوجبناه من الجزاء «لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيٰا» ذلّ و فضيحة فيها «وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذٰابٌ عَظِيمٌ» لعظم ذنوبهم.

و في الآية دلالة واضحة على انّ اقامة الحدود لا يوجب تكفير المعاصي لأنّه تعالى بيّن أنّ لهم في الآخرة العذاب مع ذلك الخزي في الدنيا و لو كان يسقط العقاب لما كان كذلك.

و المراد انّهم يستحقّون العذاب لا أنّ ذلك ممّا يجب أن يفعل بهم لا محالة و حينئذ فيجوز أن يتفضّل اللّه عليهم بإسقاط ما يستحقّونه، و خالف هنا الوعيديّة و قطعوا بعذاب هؤلاء و فيه نظر.

«إِلَّا الَّذِينَ تٰابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ» مستثنى ممّا تقدّم اى تابوا قبل أن يؤخذوا أو يظفروا بهم. «فَاعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» يقبل توبتهم و يدخلهم الجنّة. و منطوق الآية أنّ التّوبة قبل القدرة تسقط الحدّ و مقتضى المفهوم انّهم لو تابوا بعد القدرة عليهم اي بعد سقوطهم في يد الإمام فإنّ التوبة لا أثر لها في سقوط الحدّ و هو كذلك إجماعا.

و المراد أنّ السّاقط بالتّوبة حق اللّه تعالى فامّا ما يجب من حقوق الآدميّين

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 4  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست